محمود القبطان
لا أعتقد إن هناك عراقي لم يتفاجأ باعترافات الإرهابيين من حماية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وبتدبير منه مباشرة.المواجهة مباشرة ألان,ولم يبقى غير موقف العراقية من هذه الأحداث التي قد تصل الى الخيال,ولكنها الحقيقة.ان وطنية القائمة العراقية على المحك .
نائب رئيس الجمهورية منذ أعوام وانتخب”بالتزكية” التوافقية لأربع أعوام جديدة دون معرفة ما قدمه ومن معه الى الوطن,رواتب تصل الى أرقام خرافية,وسفرات بين الأقطار التي احتضنته على طائرات رئاسية وهو الذي لم يسافر بتذكرة طائرة لأصحاب الأعمال حتى عندما كان يعمل في الكويت ومئات الملايين من الدولارات تحت تصرفه ولا يعلم أحد وجهة صرفها,ومع كل هذه الصلاحيات والأموال التي تحت تصرفه ,كان يدير عمليات خبيثة ضد الشعب والوطن.كان رئيسا للحزب الإسلامي وما أن انتخب غيره للمنصب حتى أسس حزبا آخرا ,لأنه لا يستطيع الحركة إلا من خلال رئاسته لحزب,كالسمكة لا تستطيع العيش إلا في الماء حتى لو كان آسنا.وقار ولحية بيضاء,ولقب دكتور من بريطانيا كان يغطي به لإعمال يخجل الإنسان من ذكرها.يقتلون ضابطا لأنه”رافضي”,يفجرون العبوات في سيارات النجدة لان “فريستهم”غيرت الطريق,والثناء للقتلة من قبل نائب رئيس الجمهورية بكلمات صدامية :عفية عليكم,بارك الله بيكم. بارك الله القتلة؟؟يا نائب الرئيس هل القتل هواية كصيد السمك أو الغزلان,يا أيها الإسلامي المزور؟تختفون تحت أسم الإسلام,والإسلام برئ منكم,وتقتلون الأبرياء بكواتم الصوت بدون ذنب,لتقفوا أمام الكاميرات وتعلنون إن الانسحاب الأمريكي سوف يشجع الميليشيات والقوى المسلحة الخارج عن القانون بتفجير الأوضاع,وإذا انتم من تقومون به,أنت الهاشمي وصهرك ورجال حماياتك بمساعدة الدول التي تصرف لكم الرواتب الإضافية..هل الوطن بهذا الرخص؟تكرر انك فقدت ثلاث من أفراد عائلتك على يد الارهاب وإذا بك أنت تمارسه من الجهة الثانية.أمس أحد رموز العراقية يُذكّر بأنك فقدت ثلاثة من اهلك ويدافع عنك,ولا أعلم ماذا سوف يقول ألان بعد الاعترافات التي نطق بها المنفذ الكبير الرائد احمد هو أول من ائتمنوه.ماذا بقى لك يا سيادة النائب؟
اليوم مستشارة المالكي القانونية مريم الريس قالت إن شخصيات لها شأن في الإقليم(وليس سرا ان يكون البرزاني والطالباني)تعهدوا الى الحكومة بعدم السماح له بالسفر الى الخارج لان أمر إلقاء القبض عليه قد صدر,ولكن لماذا سُمح له بالخروج من بغداد أصلاً؟هل تريدون وساطات جديدة لمتهمين في قمة الدولة؟ هل يسمح الدستور المغتصب بسفر متهم ب4 إرهاب للسفر الى السليمانية مع النائب الثاني خضير الخزاعي والصور الجديدة في اللقاء مع الطالباني تثير الاشمئزاز عبر الضحك وإن كان مصطنعاً؟على رئيس الجمهورية أولا أن ينتقل الى بغداد حيث مكان عمله الأول والأخير,وليس هناك أجازات غير محدودة,وعلى رئاسة الإقليم وفي مقدمتهم البرزاني أن لا يحاول تهريب الهاشمي,وأن يجلس الجميع على طاولة عريضة وكبيرة تضم كل أحزاب وحركات العراق السياسية المؤمنة بالعملية السياسية وتدعم إيجابياتها وان تضع الحساسيات السياسية الغير مبررة جانبا لان الوطن أهم من الجميع.والوطنية تتطلب العمل من أجل الشعب والسير بالعراق وشعبه الى نور التقدم والأعمار وليس الى تشكيل فرق الموت والعصابات لتأجيج الوضع الطائفي المقيت.إن زيارات الهاشمي الى السجون وإطلاق سراح بعض المجرمين منها بطلب ودراية وضغط منه بحجة مقاومة الاحتلال,كما فعلها المجرم المعدوم فراس الجبوري عندما كان يدافع عن السجناء من شلته بحجة حقوق الإنسان والذي انكشف أمره ووصل الى حبل المشنقة, كل ذلك كان ستاراً لأفعاله المشينة,وسوف يصل هذا الحبل كل من قتل الأبرياء وعمل على تدمير العراق أرضا وشعبا.
على العراقية أن تعلن صراحة موقفها من أعمال الهاشمي.أن الوطن في حاجة لجميع الجهود المخلصة,ولكن التحيز وافتعال ألازمات سوف لن يصل بمريده الى بر الأمان لان حكم الشعب كبير وقاسي ولن يفلت أحد من حكمه حكم التاريخ.لا ينفع التخفي تحت مسميات دينية أو طائفية فقد افتضحت كل الألاعيب وما عاد هناك مخبأ لأحد تحت أية مسميات من قصاص الشعب القادم لا محال.إن ألعوبة الأقاليم قد انكشفت في وضخ النهار ولا يمكن أن تنجلي أهدافها بحجة نصوص الدستور.
على الحكومة والجهات ذات الاختصاص أن لا تتساهل أمام أي مجرم مهما كان رمزه أو حزبه أم موقعه.إن الوطن والشعب هم الأهم وكل من يتساهل أمام القتلة فهو مشترك معه ولن يعفى من المسؤولية مهما كانت النوايا.