عزيزي القضية ليست قضية أنت بحضن أي قوة إقليمية تركية ولا سورية إيرانية، بل ما حققت من مكاسب في ذاك الحضن؛ بعض الأخوة يعلقون على انتقاداتي للمجلس الوطني الكردي بخصوص علاقته مع الائتلاف والاخوان وتركيا، بأن الطرف الآخر أيضاً بحضن النظامين السوري والإيراني! طيب نحن ما راح نرد بدلاً عن جماعة الإدارة ونقول؛ بأنهم ليسوا في حضن النظام، كما هم يقولون عن أنفسهم، بل راح نقول خلي تركيا تعطيكم المناطق الكردية التي تحت نفوذها واحتلالها، مثلما أعطى النظام مناطقنا الكردية لجماعته يلي قاعدين بحضنها، كما كنتم وما زلتم تقولون، أو خليكم طول حياتكم بحضن النظام التركي الاخواني.
إن مشكلة البعض هو أن يدافع عن طرفه على مبدأ ناصر أخوك كاسباً أو خاسرًا، المسألة ليست هكذا ولا هكذا يورد الإبل عزيزي، فلا تهمنا هوياتكم الحزبية والأيديولوجية، بل يهمنا ما تحققون من مكاسب لشعبنا حيث نعلم بأن واقع كردستان فرض عليكم وعلى أحزابكم الجلوس بحضن هذا أو ذاك النظام الغاصب لجزء آخر من كردستان، بس ع الأقل ما يكون ذاك الجلوس فقط لإحماء مؤخراتكم -عفوًا جيوبكم- بل لصالح قضايا شعبنا بتحقيق بعض المكاسب السياسية والوطنية.
بالمناسبة لو كان المجلس الوطني الكردي يجيد لعبة السياسة لاستفاد من موقعه وخصومته مع الإدارة الذاتية الكثير من المكاسب السياسية للقضية حيث كان بمقدوره أن يدير لعبة الخصومة تلك في تهديد تركيا بحيث إما أن تجعلها شريك حقيقي وتسلمها المناطق الكردية التي أخذتها من قسد-عفرين وسري كانية.. الخ- أو إنها ستذهب لعند الإدارة الذاتية للاتفاق معها أو حتى إنها ستعمل من داخل مناطق الإدارة الذاتية، كقوة معارضة، وفي الحالتين كانت كسبت الشارع الكردي، بدل هذا الهزال والمسخرة في تبعيتها الخانعة لتركيا والاخوان.. للأسف بدل أن يهدد المجلس تركيا والائتلاف بموضوع الخلاف مع الإدارة الذاتية، فإن أولئك يهددون المجلس بالإدارة وهذه تكشف عن ضعف المجلس في كيفية استثمار قضية التوازنات واللعب على الخلافات والصراعات الموجودة بين الأطراف، أو أن هناك مرتزقة يريدون أن يستفيدوا من هذه التبعية العمياء والخانقة وفقط لمصالح إرتزاقية.
إن انتقاداتنا لأي طرف ليس من منطلق الادانة فقط أو حقد تجاه شخصيات أو لخلاف شخصي، بل نحاول قدر الامكان أن نبدي رأينا بما سيخدم قضايا هذه الأمة المبتلية بالكثير من الكوارث.. طبعاً يهمنا أن يكون هناك طرف كردي آخر منافس لطرف أحزاب الإدارة أو بالأحرى لحزب الاتحاد الديموقراطي كي لا يستفرد الأخير بزمام الأمور والقضايا بحيث لا يستفرد طرف بالقرار السياسي، فلا يتغول طرف إلا عندما تخلو الساحة السياسية من معارضة وطنية قوية تنافسه على صوت الناخب السياسي ولذلك تقوية المجلس الوطني هو لصالح قضية الحريات العامة والديمقراطية وقطع الطريق على الاستبداد والديكتاتورية التي سارت عليها النظم السياسية في المنطقة