سربست بامرني
رواية الكاتب الأمريكي (هوراس ماكوي) كما يقول اغلب الدارسين لها، تكشف عن التضحية بالأشياء الثمينة من كرامة وقيم وعلاقات إنسانية لتحقيق اهداف مادية تكاد تكون بلا قيمة.
بالعودة الى الوضع العراقي فقد تم ذبح البلد من الوريد الى الوريد مقابل مكاسب مادية لهذا او ذاك من حيتان الفساد، فالبعض ممن يتصدرون العملية السياسية هم أنفسهم يتصدرون عمليات الفساد ونهب ثروات البلاد واغراق المجتمع في لجة قيم وأفكار متخلفة تجاوزها الزمن والمجتمع البشري بهدف السيطرة عليه واستغلاله أبشع استغلال لتحقيق اهداف مادية تكاد تكون بلا قيمة.
يجري هذا النهب لثروات البلاد في وقت تسيطر فيه القوى الإقليمية على القرار الوطني المركزي المستقل وتجيره لصالحها وفرض سيطرتها شبه المطلقة على كل مفاصل الحياة اليومية السياسية والاقتصادية والاجتماعية و…… الخ للمواطن، حتى طريقة لبس ملابسهم!!!!! التدخلات الايرانية مثالا!!!!
أيضا وكما هو الحال حاليا فلم يعد هناك أي احترام للحدود الدولية العراقية حيث تتعرض في شكل شبه يومي للقصف المتعمد من قبل الجارتين تركيا وايران بذرائع واهية لا أساس لها من الصحة ربما استعدادا لاجتياح البلد ( جالديران ) جديدة لاقتسام البلد المغلوب على امره والذي تتحكم فيه اتعس طغمة فاسدة في تأريخ المنطقة والعراق وتحت انظار القوى الدولية والتحالف الدولي الغير مهتم أصلا لا بالعراقيين ولا مستقبلهم ما دامت مصالحه مضمونة وليحدث بعدها الطوفان.
كل مكونات العراق تعاني بهذا الشكل او ذاك من الأوضاع السيئة التي يمر بها البلد ومن الاعتداءات الإقليمية (كوردستان مثالا) وليس صحيحا ان السلطة تمثل المكون العربي الشيعي، فهي سلطة النهب والسلب المنظم، والعرب الشيعة كانوا مضطهدين ومظلومين ومهمشين سابقا وهم الان أيضا مظلومين ومضطهدين ومهمشين فالذين يعيشون تحت خط الفقر الذي بلغ أكثر من 10% من أصل 40% من فقراء البلد هم سكان الجنوب من العرب الشيعة.
صورة عراق اليوم تخلف حضاري وعلمي وصحي واجتماعي و…..الخ مع فقر مدقع في مواجهة حيتان الفساد وعصابات مسلحة تحميها وتتحكم في حياة الناس والعباد.
مع الفارق وأؤكد على (مع الفارق) كتب الجواهري الكبير يوما :
شعب دعائمه الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولا يتحطم
وقد رد عليه على ما اذكر الشخصية الوطنية العراقية المعروفة (زكي خيري) يقول:
شعب دعائمه الجماجم والدم تتقدم الدنيا ولا يتقدم
العراق، انهم يقتلون الجياد الجيدة…اليس كذلك؟
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا