انتخابات صوت الحق
في سطور
أحمد الحربي جواد-كاتب وإعلامي
نقابة الصحفيين العراقيين، لا تمثل السلطة الرابعة كما تَدلُ مكانتها بين السلطات الثلاث، التشريعية والقانونية والتنفيذية بل تتجاوز كل هذا وتمثل سلطة صوت الشعب الأولى.
نبذةٌ تاريخية
تشير معظم المصادر الى إن تأسيس النقابة وافق العام (1959) م، لكن الحقيقة كان دور النقابة متمثل بالصحفي العراقي قد بدء منذ العام (1869) م بإصدار جريدة (زوراء)، ولا نريد الخوض في تاريخ أول ظهور لصحيفة في العراق (جورنال العراق) عام (1816) م الصادرة بتوجيه من الوالي العثماني أنذك (داوود باشا الكرخي) عندما تسنمه منصب ولاية العراق، كما اشار أليه، الباحث والمؤرخ العراقي (روفائيل بطي) في كتابه / الصحافة العراقية.
نقطة الانطلاق
جريدة الزوراء، تلك الصحيفة التي لم تمثل فقط حال الحكومة وأخبارها آنذاك بل أيضا ناقشت مطالب الفرد العراقي.
ومهدت الطريق لظهور عدد كبير من الصحف المحلية، التي نالت إستحسان المجتمع لدورها في الدفاع عن فئات الشعب المظلومة واحتياجاتهم ومشاكلهم، والتي تنوعت بين التخصص بفئة معينة أو صفة معينة، فكانت هناك صحف تعنى بأصحاب المهن المختلفة أوفي ما يخص المرأة والإتكيت أو الجانب الرياضي وغيرها الكثير.
أما صحف الفكاهة فقد، كان لها شهرة واسعة وانتشار وشعبية كبيرة في المجتمع العراقي بشكل عام كصحيفة (حبزبوز وكناس الشوارع،…) ، تلك الصحف التي تناولت مشاكل الشعب مع الحكومة بشكل ساخر، والتي عانى أصحابها جراء مقالاتهم ومواقفهم الوطنية، من سجنٍ واعتقال وإيقاف تعسفي وأغلاق لتلك الصحف وسحب رخص إصدارها، لكن هذا لم يوقفها بل كانت تصدر بأسماء مختلفة، وكان الاقبال عليها قراءتها يزداد؛ هذا جزء يسير مما عاناه الصحفي العراقي منذ اليوم الأول لظهور الصحافة العراقية.
ويشار الى أن التكاتف قائم بين مجموع الصحفيين آنذاك، من مثقفين وأدباء كشاعر العرب الأكبر (محمد مهدي الجواهري) والذي شغل منصب أول نقيب للصحفيين العراقيين وشاعر الهموم والسياسة العراقي (معروف الرصافي) والصحفي الفكه (نوري ثابت) وغيرهم تطول القائمة.
وإن نظرنا بإمعان لوجدنا أن تلك الصحافة العراقية ظهرت من معاناة شعبها، وتجرعت من الظلم والجور والأذى ما لم يحدث لأي مهنة أو عمل آخر.
فالصحافة العراقية لم يقتصر دورها على هذا، بل امتد ليشمل مراقبة القوانين وتشريعاتها وتنفيذها، وتأثيرها الإيجابي أو السلبي على طبقات الشعب المختلفة، ودورها الإساس كمدافع لنصر المظلوم والوقوف معه بوجه الظالم، حتى وأن تحملت كافة العواقب وهذا ما نره يوميا، ولا ننس ما قدمته الصحافة العراقية من شهداء الكلمة، هذا هو الدور الحقيقي للصحفي العراقي ونقابته.
انتخابات الصحفيين
الخامس عشر من نيسان، من كل عام هو يوم ممارسة الصحفيين العراقيين حقهم في انتخاباتهم، لاختيار من يمثلهم ويدافع عن حقوقهم في ظل ما يتعرض اليه الصحفي من مشاكل وضغوط وأعباء المهنة، وأهمية هذا اليوم تتأتى من حجم ودور الصحفي والصحافة العراقية، فمن يحضرها ليس المعنيين بشأنها حسب، بل كل من يهتم بمستقبل الديمقراطية في العراق وحرية الكلمة الحق الشريفة الصادرة منها.
نقابة الصحفيين العراقيين كانت ولم تزل الصوت الحر المدافع عن أحلام وطموحات شعبنا بصحافييها وأقلامهم الحر.
…وللحديث بقية…دمتم.