ما هي دوافع استقالة قرداحي؟
بقلم: شاكر فريد حسن
قدم وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته تحت تأثير ضغوط وتأثير ردود الأفعال على تصريحاته حول التدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، قبل أن يعين وزيرًا، واصفًا الحرب على اليمن “عبثية”.
وكانت تصريحات قرداحي أثارت غضب السعودية التي طردت السفير اللبناني، وحظرت استيراد السلع من لبنان، موجهة بذلك صفعة للاقتصاد اللبناني الذي يعاني من أزمات عميقة وشديدة، كذلك فرضت دول خليجية أخرى عقوبات على لبنان بسبب هذه التصريحات.
ويتساءل الكثيرون إذا ما كانت استقالة قرداحي من منصبه كوزير للإعلام في الحكومة اللبنانية الجديدة هي خطوة أولى على طريق تصحيح علاقة لبنان بالخليجيين، أم هي خطوة في مسار آخر انتهى تنفيذًا لرغبة الرئيس الفرنسي ماكرون بضرورة استقالة قرداحي، التي يراها بمثابة المفتاح لكل الأبواب الخليجية المغلقة، ويفتح المجال أمام رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي بعقد اجتماعات لحكومته، والمضي في جهود الإصلاح الاقتصادي المتعثرة في البلاد.؟!
يبدو أن هناك صفقة أبرمت، واستقالة قرداحي جزء منها، والدليل الواضح على ذلك هو سكوت وصمت حزب اللـه عما حصل وسحب البساط الأحمر من تحت قرداحي، حيث سبق أن الأمين العام لحزب اللـه السيد حسن نصر اللـه، اعتبر في خطاب له إن استقالة أو إقالته تعني أن الدولة اللبنانية بلا سيادة.
وكان قرداحي قال إنه تعرض لحملة همجية مسعورة تضمنت الكثير من التحامل والتجني والتطاول عليه وعلى أسرته، وأنه قام بالاستقالة حرصًا منه على مصالح بلده وشعبه.
ومهما كانت الأسباب والدوافع، فإن قرداحي استقال لأنه وضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة الشخصية، في محاولة منه لتهدئة الأزمة الدبلوماسية مع دول خليجية وخاصة السعودية. وهذه الاستقالة لا تعد انتقاصًا أو هزيمة لجورج قرداحي بل انتصارًا له، وقد كبر في عيون الكثيرين لأنه وضع مصلحة لبنان فوق كل المصالح. والسؤال: هل تساهم هذه الاستقالة في استئناف الحوار بين لبنان والسعودية ودول الخليج.؟!