هل انت كوردي ام عراقي؟
للمرة الثانية يسأل السيد مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان هذا السؤال الملغوم مع ان الواقع ( الذي لا يحتاج الى التساؤل) هو ان إقليم كوردستان لايزال (نتيجة خريطة استعمارية مجحفة) جزء من العراق وقد أجبرت مكوناته على العيش داخل هذه الحدود المصطنعة وفق المصالح الاستعمارية لما بعد الحرب العالمية الأولى وان مواطني إقليم كوردستان ملتزمين به قانونيا ودستوريا بالرغم من حقهم الإنساني المشروع في الحرية والاستقلال ونضالهم المستمر من اجل ذلك كما ظهر خلال الاستفتاء الشعبي عام 2017 حيث اختاروا الاستقلال بنسبة 93% كحق مشروع اسوة بأمم العالم وشعوبه.
لما سبق أتساءل:
– كم يعبر هذا السؤال عن نفس عنصري متخلف
– كم يعبر هذا السؤال عن طبيعة استعلائية حاقدة تحاول الغاء الوجود الكوردي
– كم يعبر هذا السؤال عن الحقد المتأصل في نفوس العنصريين ضد الكورد وكوردستان
انه ليس أكثر من سؤال ملغوم يراد به احراج المواطن الكوردستاني وتقديمه وكأنه معادي للعرب ومن بعدهم للفرس والترك وانه لا أساس للشعار الكوردستاني التقدمي والإنساني المتمسك بالتآخي العربي الكوردي وعلاقات حسن الجوار والذي لا علاقة له بالحدود المصطنعة ولا بجرائم العنصريين والطائفيين وسلطات الاستعمار الاستيطاني العربي التي يعاني منها العرب بقدر معاناة الكورد.
نعم قبل ان يكون الكورد مجبرين على حمل هذه الجنسيات فهم شعب متميز يعيش في قلب الشرق الأوسط وفخور بانتمائه القومي الإنساني ومن المؤكد انه سيواصل الكفاح جيلا بعد جيل لتحقيق حقوقه العادلة في الحرية والاستقلال ولن يفرط بعلاقات الصداقة والتعاون ومجمل العلاقات الإنسانية النبيلة مع العرب والفرس والترك.
من الضروري فضح هذا الدجل الإعلامي المشبوه الذي يستهدف اظهارنا نحن الكورد (أبناء الجن) باننا لسنا راضين عن المكاسب النسبية التي تحققت في العراق وبالتالي فهو تحذير للسوريين والأتراك والإيرانيين مفاده عدم الاعتراف بالحقوق الكوردستانية حتى في ابسط صورها لأنه لا انتماء للكورد لخرائط سايكس بيكو ولن يتنازلوا عن حقهم في الحرية والاستقلال.
من الضروري مقاطعة وفضح هذا الدجل الإعلامي الرخيص الذي يمثل عقلية الاستعمار الاستيطاني لا أكثر.