بخصوص زيارة وفد الإدارة الذاتية لأمريكا والتهديدات التركية لمناطق سيطرة “قسد” والإدارة تحدث ((تحدث لموقع” آداربرس ” عضو الهيئة الرئاسية في مسد وممثلها في واشنطن، بسام صقر، قائلا: ”كانت جميع اللقاءات ايجابية، وواعدة وعلى مستوى عال للمرة الأولى، و أعتقد إنه ومن أهم المواضيع التي طرحت من قبل الوفد للإدارة الأمريكية، هي الانتهاكات التركية والاعتداءات على المنطقة، وكان التأكيد بأنه لن يكون مقبولاً خرق الاتفاقات الدولية مجدداً، والتوجه الأمريكي الواضح هو خفض التصعيد”. (و)أشار في قوله: ”إن ما تلمسناه هو بأن هناك إصرار من الإدارة الأمريكية الحالية، بأن ليس من السهولة أن تنفذ تركيا تهديداتها على المنطقة”. وأما بالنسبة للتهديدات التركية التي يطلقها أردوغان بحججه الواهية، قال صقر: ”إن هذه التهديدات ليست جديدة ومستمرة، وأرى بأنها تدخل في سياق الموقف الأميركي_ الروسي الحالي من تركيا”. وأكد: ”ثم إنه و في حال نفذت تركيا تهديداتها، فإن سوريا والمجتمع الدولي وعلى رأسهم أمريكا، وقوات سوريا الديمقراطية لن تقف مكتوفة الأيدي، والدفاع عن أرضنا حق مشروع”.)) (المصدر أداربرس).
أردت مجدداً التطرق للموضوع، كون بعض الأخوة يزعم بأنني قي كتاباتي أقول “ما أتمناه” وبالتالي فهي قراءات رغبوية وليس تحليلاً سياسياً يمت للواقع والحقيقة، بحسب مزاعم أصحابها! طبعاً ربما أي منا يقع في الحالة الرغبوية والتمني بحيث تؤثر على موضوعية القراءة والتحليل لديه وبالتأكيد لست بمنأى عن الحالة، رغم إنني أحاول قدر الإمكان الانتباه لهذه القضية والتي تفقد الكاتب والمحلل الرؤية الدقيقة لصالح مسألة التمنيات الرغبوية، ولذلك أعتقد بأن هناك إجحاف كبير بحقي وحق كتاباتي ذاك التوصيف الجائر وبالأخص في قضية التهديدات التركية والموقف الأمريكي الحالي من إدارة بايدن حيث هناك عوامل عدة تفرض على إدارته عدم ترك الكرد لقمة سهلة لأجندات أردوغان، منها؛ سياسات بايدن نفسها وبرنامجه الانتخابي وانتقاداته لإدارة ترامب بخصوص الكرد وخيانتهم لهم، بل ذهب إلى تهديد تركيا وحكومة العدالة والتنمية بدعم المعارضة التركية وإسقاط أردوغان، أما النقطة أو القضية الأخرى والتي تدعم فرضيتنا بعدم ترك الكرد فريسة لأردوغان وجيشه، هو أن “قسد” هي القوة العسكرية التي تفرض أمريكا توازناً في المعادلة السورية ضد الأطراف والقوى الأخرى وبالأخص الروس والأتراك؛ أي أن الأخيرة ورغم إنها شريك أمريكا في الناتو، لكنها ليست القوة الحليفة للأمريكان في الملف السوري، بل هي قوة منافسة لها وحليفهم الوحيد هو قوات سوريا الديمقراطية.
وآخراً وليس أخيراً؛ إن القوى الدولية -وعلى رأسهم الروس والأمريكان- باتوا يدركون بأن أنظمة “الحزب القائد” لم تعد تصلح سياسياً في واقع مجتمعاتنا الحالي مع ثورة المعلوماتية التي أحدثت حالة التعددية التنافسية، بل المشاركة في صناعة القرار السياسي من خلال منصات التواصل الاجتماعي وبالتالي لا مستقبل لهذه الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية ولا بد من صياغات وهيكليات جديدة توافق الواقع التعددي في مجتمعاتها المتنوعة إثنياً ثقافياً، وهو ما سيكون ليس حال سوريا فقط، بل مختلف الأنظمة ذات الصبغة واللون الأيديولوجي الواحد وضمناً تركيا أيضاً! كما علينا أن لا ننسى الضغط النفسي والسياسي لقضية خروج القوات الأمريكية من أفغانستان ورد الفعل في الشارع الأمريكي وإعلامها على القضية وربط الموضوع الكردي والسوري بها.. وأخيراً علينا أن نعلم بأن؛ بات للكرد أصدقاء يرتقي لمصاف اللوبيات الداعمة في مراكز القرار الأمريكي وأعتقد ما تم التصريح به من الكثير من النخب السياسية والثقافية مؤخراً بخصوص “التفرقة والتمييز” بين وفد المعارضة ووفد الإدارة الذاتية دليل آخر وواضح؛ بأن تهديدات أردوغان ليس إلا نوع من الصراخ والعويل لشخص بات مدركاً أن لا أحد سيأتي لنجدته من المستنقع الذي بات فيه نتيجة لعبه على الكثير من الحبال حيث اللعب مع الفيلة والدببة قد توقعك بين أرجلها لتكون أحد ضحاياها!
للأسف هناك البعض يأمل أن تصبح تهديدات تركية حقيقة على الأرض، ليس أملاً في التحرير، بل كرهاً ب”قسد” والإدارة الذاتية والكرد عموماً.. أما الحمقى من أبناء الكرد أنفسهم، فهم يأملون ذلك كرهاً وحقداً على الطرف الآخر وليقولوا؛ ألم نقل بأن هؤلاء “عملاء” للأنظمة الغاصبة و”سبباً” في دمار شعبنا!
رابط تصريح ممثل “مسد” في واشنطن
https://www.adarpress.com/?p=7418&fbclid=IwAR3whtYQCjRaEkkn3IO4juO-Kci4skLtM2TWlWuXnmjzBqpysEYfgnlgew4