لماذا لم يمنعوا مجزرة قرية كوجو …؟
في مثل تاريخ هذا اليوم قبل سبعة سنين ، إنقضّت مخالب الشر على قرية كوجو في سنجار .. حاصرها الدواعش المجرمون منذرين سكانها أنهم آن لم يعتنقوا الإسلام خلال ثلاثة أيام سيقتلون الشباب والرجال منهم ويسبون النساء والأطفال ..،
في اليوم الأخير ،في الحادية عشرة صباحا جرّد القتلة ،اتباع النهج التكفيري سكانها من اسلحتهم الخفيفة ..من الهواتف ..من الحلي والذهب ..، ،،
وعزلوا البُلّغ عن الإناث والأطفال في غرف في بناية المدرسة. …،
و رمين إلى المركبات التي ذهبت بهن إلى أسواق النخاسة في مدن تلعفر ، الموصل ، البعاج ، القيروان ، حمام العليل وو….، واحتفظوا بالعشرات …،
ثم دفعوا ستمائة من الرجال و الشباب الى منحدر على بعد فرسخ أو أقل من القرية…،
وانهمر الرصاص …وعلوا شهداء …،
وامتد الرصاص إلى كبيرات السن…وعلون شهيدات ..،
هكذا بجرم ٍّ لا متناه ٍ ..ببشاعة لا متناهية أعدم الفواحش ، أعداء الحياة شبيبة ، شباب و رجال كوجو الوديعة ضمن حرب الإبادة الدينية ( جينوسايد ) التي شنّوها ضد الإيزيديين في منطقة سنجار دون أن ينجو منها من وقع بين انيابهم النتنة من الأخوة الشيعة … ،
وشارك في المجزرة خونة الزاد والملح من عشائر مجاورة للقرية …يا لهم من كائنات وبيئة ..من أذنابٍ مُسَخٍ …، لا …أبدا ..لا صلح مع العشائر التي ينحدرون منها إن لم تتبرأ منهم ..إن لم يسلمهم رؤساؤها لسدّة القضاء ..إن لم يخبروا اين هم …إن لم يصدر رؤساءهم بيان إدانة وتبرئة منهم ويرسل في برقية إلى سمو أمير الإيزيديين في العالم تحسين سعيد بك..،وإلى الصحف الرسمية …،
كان في المتاح أن لا تحدث المجزرة النكراء ..كان في مقدور نوري المالكي رئيس الوزراء في حينه والقائد العام للقوات المسلحة ان يرسل طائرتين حربيتين ، لا بل طائرة واحدة لتحوم في محيط القرية التي تقع في منطقة سهلية ، ولتصبّ حمم النيران على رؤوس الدواعش القيّحة ويُعرف عنهم الهلع والوجل كلما رأوا نسرا في الجو وبهذا كانوا سيبادون ويتجه الكوجيون وأسرهم الى الجبل الغير البعيد عنهم … أخبروا نوري المالكي بالحصار ..بالموت الذي يتربص بجزء من شعبه .. مصادر مقرّبة منه أخبرته ..لم يتحرّك..وكاتب هذه السطور طالبه في برقية عبر موقعه في الفيسبوك أن يسرع في نجدة القرية وهي من صميم مسؤوليته ..لم يتحرك ثانية …وطالب أيضا عمار الحكيم عبر موقعه ، وذهب الطلب سدى في كلتا الحالتين …
وسكتت بدورها طائرات البيت الأبيض …شباب ناشطون ايزيديون في واشنطن اخبروا البنتاغون بالكارثة الوشيكة الوقوع …لم يسمعوا …
لماذا لم يُحُل المالكي بين أهل كوجو المسالمين وبين إبادة محتمة …؟ اين هي رابطة المواطنة ..، رابطة الإنتماء إلى العراق…اين هي قيم الضمير الواعي العادل …واين ذهبت مسؤوليته وهو يقود العراق في نجدة جزء من شعبه وتلك أولوية مهامه وعلى ضوء فقرة في الدستور الدائم ، على ضوء القسم الذي أداه إثر توليه قيادة البلد ؟ا! لم تكن النجدة تتطلّب منه إرسال أرتال عسكرية ..كما قلت أعلاه .، طائرة حربية لا غير كانت ستجعل أهل القرية يتنفسون الصعداء بدل أنفاس الهلاك ..
لماذا لم تتحرك الطائرات الأميركية هي الأخرى .مثلما لم تتحرّك في الثالث من آب ، 2014 لمنع الجينوسايد …؟ ! … سؤال يجرّ أسئلة كثيرة …يثير تأويلات عديدة …ماذا خُطّط ..ماذا يُخطط وراء الكواليس …؟
ستظهر الحقائق ذات يوم …، وسيّبان أنّ حيوات البشر هي مجرد زوائد رقمية أمام مصالح إقليمية ودولية ما دامت تفضي إلى تحقيق أهدافهم المقيتة ..يا لبؤس الحضارة …،
ستظهر الحقائق ذات يوم
وتبقى أرواح الشهداء تتساءل. ، تتساءل الضمائر المؤنسنة في أرجاء المعمورة وفي مرارة :
أفي القرن الحادي والعشرين توقفت المبادئ الإنسانية عن عملها في سنجار . .في سبابكر ..في مينامار ..في كل ركن مضطهد من كوكبنا الرحيب ..؟
الرحمة لشهداء وشهيدات كوجو …لجميع الشهداء في الوطن …
الإيزيديون باقون في سنجار رغم البلايا والمحن …
وباقون اخوتهم في الجيرة والتاريخ المشترك : المسلمون والمسيحيون الطيبون ….
جاسم ألياس