الفلسفة البراغماتية التي وضع لبناتها الأولى وشيد أساساتها ودعاماتها, الفيلسوف جارلس بيرس (1839- 1914) نهايات القرن التاسع عشر, وهندسها فكريا ومعرفيا عبر المنهج التجريبي عالم النفس والفيلسوف وليم جيمس (1842-1940) بدايات القرن العشرين, وواصل من بعدهما الفيلسوف جون ديوي (1859- 1952) مستنيرا بأفكارهما, وصاغ مقارباتها وإستدلالاتها بطروحاته التربوية والاجتماعية, وجعل منها (البراغماتية) عمليا مهمة انسانية تدعو الى خير البشرية وفق رؤيته الفلسفية الأداتية.
البراغماتية هي فلسفة أمريكية قلبا وقالبا ونشأة وعنوانا, والذين اشتغلوا عليها ورسخوها وسوقوها هم ثلاثة فلاسفة أمريكان أقحاح, وأعني بيرس وجيمس وديوي الأنفي الذكر, الذين نهلوا من فلسفة هيغل وكانت وسبينوزا ونيتشه وشيلر ورؤاهم , وآمنوا بجدوى المنفعة في أية حقيقة أو فكرة أو نظرية, وإن مقدار صحتها وصدقيتها هي التي تضمن توجيه الفكر صوب العمل والنظرة المستقبلية.
ومن (البراغماتية) استمد هؤلاء الفلاسفة الأفذاذ مفهوم اللبيرالية كمنهاج سياسي حياتي اجتماعي, اتخذ من عناصر الحضارة الحديثة نبراسا للمواطنة الحقة, كالديمقراطية وحقوق الإنسان والتعايش السلمي والتنوع الثقافي والحرية الفردية والأمن المجتمعي.
وبمرور الزمن تحولت هذه الفلسفة النفعية الأداتية التي توسمت بواقعية مدهشة, الى منهاج عملٍ ودستورٍ وطني, لدى معظم ساسة أمريكا وزعمائها وبناتها وعلمائها ومشرعينها على حد سواء.
وأكاد أجزم لولا هذه الفلسفة العلمية الوضعية لما وصلت أمريكا الى صدارة دول العالم على جميع الصعد اقتصاديا وتكنلوجيا وسياسيا وعسكريا وسبرانيا.
أمريكا وسحر الفلسفة البراغماتية
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا