صرح رئيس الوزراء الإيطالي؛ “ماريو دراغي” قبل أيام واصفاً أردوغان بالديكتاتور حيث (قال دراغي خلال مؤتمر صحافي في روما ردا على سؤال عن سلوك إردوغان حيال ما حدث لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التي تركت من دون مقعد للحظات خلال اجتماع معه، «شعرت بغضب كبير حيال الإذلال الذي تعرضت له رئيسة المفوضية من جانب هؤلاء، ولنسمهم كما هم، الديكتاتوريين»).. واليوم ها هو مسؤول أوربي آخر يضم صوته لصوت المسؤول الإيطالي حيث (اعتبر وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن، في حوار مع فرانس برس، الجمعة، أنه لا يجب على الاتحاد الأوروبي الالتزام بتحديث الاتحاد الجمركي ونظام منح التأشيرات للأتراك إذا استمر الرئيس رجب طيب أردوغان في ”انحرافه الاستبدادي“. وقال إن ”الاتجاه الذي اتخذته تركيا مقلق للغاية). وأضاف؛ (يتجه الرئيس أردوغان نحو الاستبداد وليس مستعداً لتطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي“). والسؤال الملح حالياً؛ هل سنشهد تحولاً في الموقف الأوربي بعد عدد من التصريحات الأخيرة لكبار مسؤولين غربيين وصفوا أردوغان بالاستبداد والديكتاتور؟!
عملياً يمكننا القول؛ بأن المواقف الأوربية المتخاذلة ومن خلفها أمريكا (ترامب)، جعلت تركيا وأردوغان تتوحش على حساب الشعوب والدول المجاورة وبالأخص في الملف الكردي وقد وصل به الأمر لإرتكاب أفظع الجرائم من خلال ميليشيات تتبع لجماعات إسلامية راديكالية حملت اسم “الجيش الوطني”، لكن فعلياً تحولت لمجاميع مرتزقة تخدم سياسات تركيا وجماعة الإخوان المسلمين تحت مسمى المعارضة السورية والتي سبق أن حذرنا من سلوكيات هذه القوى الراديكالية وإستخدامهم الوظيفي من قبل تركيا والإخوان، لكن للأسف المصالح الأوربية الأمريكية بقيادة ترامب -سمسار الأزمات- بالإضافة للصراع الأمريكي الغربي مع القطب الآخر الروسي الصيني، جعلت الظروف تسير لصالح تركيا والإخوان على حساب الأطراف الأخرى وبالأخص الكرد حيث عرف أردوغان كيف يلعب على ذاك الصراع وها هو يحاول مجدداً الاستفادة من الصراع الأمريكي الروسي في الملف الأوكراني، فهل سينجح مجدداً أم حان لحظة إسقاطه ومحاسبته سياسياً واقتصادياً؟
بالمناسبة؛ علينا التمييز بين إسقاط أردوغان ومشروع “العثمنة الجديدة” وبين إسقاط تركيا حيث الأوربيين ومعهم أمريكا طبعاً -أو الناتو اختصاراً- لن يتركوا تركيا تذهب للمحور الروسي الصيني، فهي -أي تركيا- ما زالت مهمة جيوسياسياً لها ودورها كعضو بالحلف، لكن ليس على الطريقة الأردوغانية الإخوانية التي تحاول جعل تركيا تعيد “أمجادها” العثمانية والتي تعيد الكثير من الويلات والمآسي إلى ذاكرة الأوربيين.. وفقط للعلم؛ فإن من مصلحة شعبنا الكردي وشعوب المنطقة أن يتم تصحيح مسار تركيا الحالي لتصبح جزء من الاتحاد الأوربي حيث بذلك سيكون المدخل لحل الكثير من الملفات العالقة في المنطقة وعلى رأسه الملف الكردي وفق القوانين والأعراف الدولية أو ما يمكن القول؛ وفق المبادئ الدستورية المتبعة في دول الاتحاد الأوربي وتجعل كردستان -الجزء الشمالي منها- جزء وإقليم سياسي داخل الجغرافيا الأوربية وبذلك يكون شعبنا قد نال الكثير من المكاسب السياسية من خلال ضم تركيا لدول الاتحاد وجعلها دولة اتحادية تقر بالتنوع الثقافي اللغوي وتصبح المناطق الكردية إقليماً سياسياً داخل الدولة الاتحادية الفيدرالية وبرأي هو الحل الممكن والمقبول أوربياً أمريكياً وهو ما يتم الاشتغال عليها حالياً!