علي السوداني
صلّوا الاستسقاء ولم ينزل المطر . المطر أنشودة بديعة من صنع بدر شاكر السياب.
السياب مات وهو ينصت لصافرة فنارٍ بعيد . بعيدٌ هو البلد الغريب .
الغريب يستعيد قصيدة لجميل صدقي الزهاي . الزهاوي يكره الرصافي .
الرصافي يبيع السجائر . السجائر سموم معروفة . معروفة هي زوجة المختار.
المختار حطم رقعة الشطرنج . الشطرنج يذكرني بزهير أحمد القيسي .
القيسي فاكهة طيبة جافة . جافة هي أيام السنة . السنة تهلهل مثل صحن فهمية .
فهمية تنصت لجرس الكنيسة . الكنيسة تفتح بابها على باب الجامع . الجامع يؤذن بنغمة التراتيل . التراتيل تأتيني بفيروز . فيروز مطعم صغير بشارع الرشيد.
الرشيد يمشي متبختراً متبغدداً من ساحة الميدان ويستريح بالباب الشرقي.
الباب الشرقي فيه مدهشة جواد سليم . جواد سليم يمنح ظهره لفائق حسن .
فائق حسن رسام بطبقة فحل . فحل التوت في البستان هيبة .
هيبة البلاد طقطوقة مضحكة . مضحكة ما تبقى من أيام دونالد ترامب .
ترامب يلبس باروكة المهرج . المهرج يبكي والجمهور يضحك .
يضحك الدرويش فيتلقى طعنة . طعنة الخصوم خيرٌ من طعنات الأصدقاء.
الأصدقاء فضلوا أثاث البطن على أثاث الضمير . الضمير مستتر تقديره دينار.
دينار في الجيب أحسن من ألف على شاشة التلفزيون . التلفزيون يُغرق الغرفة بالدموع . الدموع تسيح فوق أخير الحكاية .
الحكاية مفتوحة النهاية . النهاية مفردة وحيدة مرسومة بذيل الأفلام القديمة والكتب.
الكتب تنام فيها أوراق الورد ويأكلها خراء العنكبوت . العنكبوت كائن غريب .
غريب حارس بباب مقبرة . مقبرة الإنسان السكوت . السكوت دينار حرام .
حرام عليكم أيها الدجالون . الدجالون يتبعهم الغاوون . الغاوون يبلعون مخارج الحروف . الحروف ليست مثل أسنان مشط . مشط موسى كريدي من حديد ، ومشط جدتي حيهن صالح من خشب . خشب التابوت أحسن من خشب السرير . السرير المصنوع من سعف النخيل أجمل من أخيه المصنوع في دكان جلال السكران .
السكران يغني بصومعة كاظم غيلان . غيلان يحب شواء السمك .
السمك أغبى من الفراشات . الفراشات تنام بلحيتي . لحيتي نتفها الرسامون .