بناء الوطن وقيم الانسان !!
لايمكن ان يبنى الوطن واناس لازالوا ممنهجين ومسيرين مقبلين ايدي معممين الذين من اساءوا الى البلاد والعباد واستغلوا الدين وافشوا الفساد ودنسوا كل ما هو طاهر في ارضنا المقدسة ارض الانبياء والتقاة .وقد تأخرنا بهذه الممارسات عن اللحاق بركب العالم المتمدن المتقدم في كل اوجه الحياة، بل وبتنا نعيد ممارسة العنصرية بتسميات طائفية ومذهبية كما كان عليه الحال في بعض من دول العالم ، ولعل امريكا افضل مثل على ذلك ولكن مع ذلك كانت قيم الوطنية تفرض نفسها على النفس البشرية وحتى عند المتشددين لانهم يرون ، ان الوطن اهم من كل التفاصيل الغير متفق عليه لان الاتفاق المهم هو الوطن والعمل لصونه وتقدمه.
ففي زمن العنصرية في امريكا ، لم يكن يسمح للسود بالدخول الى اماكن البيض او الجلوس معهم ، مع ذلك لم يمانع شرطي امريكي ان يرافق عالمة في الهندسة الرياضية من البشرة السوداء ، والسير بسيارة الشرطة امام سيارتها لكي تلحق بالعمل في الوقت المناسب وقال لها ، يجب ان نصعد الى الفضاء قبل اعداءنا ، هذا حدث قبل اكثر من ستين عاماً وافضل دليل على حب الوطن ورفعة شأنه والمساهمة في ذلك ولو على حساب عنصريته ( مشاعره ) وإن كانت بغضاء ومرفوضة تماماً !!
هكذا تبنى الاوطان وبهذا الشكل نقدر ان نساهم في بناء الانسان الذي يعمل بكل جهد لوطنه ، بغض النظر عن هويته ولونه ، وليس بالتمجيد بشخص غبي ونصف مجنون ، أتت به الصدف السخيفة وبعض المخططات لتدمير العراق وجعله هو وغيره من القتلة والخونة والعملاء ، لقيادة بلد هو اكبر منهم ومن امكانياتهم العقلية والمعنوية والاخلاقية بكثير .
قيادة الاوطان والمساهمة في تطويرها ليست سباقاً في تقبيل ايدي السادة المعممين والمسؤولين السياسيين والتقرب منهم تملقاً للاستفادة وظيفياً ومالياً ، فهم أصل الفساد وفاقد الشيء لا يعطيه ، ما نراه اليوم من احداث مؤسفة في الناصرية وغيرها من مدن الجنوب المسحوق ، ليس سوى انعكاساً حقيقياً لمسيرة دورة الحياة بشكل معكوس وتدمير منظم للقليل مما تبقى من ما نسميه نظام ودولة .
أن تعيش في نهاية عام ٢٠٢٠ ونسمع بأسم شخص قاتل ومجرم مثل (ابو درع ) كوزير للداخلية وإن كان ذلك على سبيل المزاح ، فهذه اهانة كبيرة للشعب العراقي ولتاريخ الحضارات التي عاشت على ارض الرافدين منذ سبعة آلاف عام ، المكان الحقيقي للمجرمين والقتلة هو قاعات المحكمة ومن ثم السجون وليس التسكع في الشوارع حاملين اسلحة ، ليقتلوا شباب الوطن الذين يحلمون بأن يعم النظام والأمن والأمان وأن يكون الدستور حافظاً لكرامة الجميع والقانون هو الفيصل .
أخيراً وليس آخراً ، ليعلم هؤلاء المشعوذين والمجانين والقتلة ، أن العراق كدولة وتاريخ وحضارة اكبر من احلامهم المريضة وعقولهم الصدئة وتاريخهم المليء بالعمالة والفساد والغدر ، وكل محاولات تخويف الشباب واغتيالهم لن يسفر سوى عن المزيد من الاصرار والعزم من الجيل الجديد في الوقوف امام رصاصاتهم الغادرة الجبانة . الحق والعدل ينتصران دائماً على الشر وأهله !!
اردلان حسن