كرم ياسر عرفات ورحيل صائب عريقات
فتشت بين الأوراق عن طفل يلبس كوفية أو زعيم يعرفه العالم مثلك
هل لك أن تطلعنا أكثر وتخبرنا بما حدث معك من الميلاد للوداع مثلا
ضحك بصوت عالي ولأول مرة أسمع ضحكة هذا الرجل بشكل غير اعتيادي
شعرت به يقول أنت من أي كوكب يا كرم هههه ضحكت معه وقلت له
أنا من فلسطين يا سيادة الرئيس
فجأة تغير وانقلب وسألني كيف تجرؤ على طرح ذلك معي دون وعي كامل
صمت الكلام في حلقي وانتابني حزن عيني جعله يترك كل شيءويحضني وقال لا تقلق وقل لي ما تشاء دون خوف ولا رهبة وانت مثل ابني
دعني أسالك أولا ماذا تريد وماذا تعمل وكيف وصلت لهنا وحدك
ليس المهم أنا ولا أعترف بأي شيء غير أنني مجرد روح انسان في وطن
قبلني قبلة كنت أحلم بها من صغري وأنا كبرت علي خطابات الثورة
من الحكيم لأبو علي للشقاقي للياسين ولكل أسطورة سكنت وجسدت داخلي
معاني كبيرة بكل مفهوم دون تحيز أو تفرقة عنصرية من رايات الأحزاب الكبيرة والصغيرة في نظري
تعجب في تعبير الوجه مجددا وأعدت عليه ذات الأسئلة المؤرقة وبررت
عبر إلحاح مني أريد أجوبة تشفي نبض الشهيد والأسير والجريح وكل عربي وفلسطيني يسمعنا ويريد أن يعرف عنك ما لم يعرفه من قبل بكل تأكيد
رد بحنكة سياسية وقال أترك التاريخ وحده يكشف ما تبحث عنه وهناك الكثير من المؤرخين والكتاب والأصدقاء تناولوا سيرة حياتي وبها التفاصيل عبر سرد طويل وحقائق ظاهرة للبعض ولا نخفي بعض الأسرار فينا
قد أكون اطلعت على بعضها ولم أقرأ كل ما كتب عنك وهناك عدة روايات وأحداث تخللها سجالات وخلافات ومعارضات وهذا أبسط توصيف لما حدث في تاريخنا وانقساماتنا التي كانت دوما في غير إتجاه سليم طبعا
صدقت وهذا حال صحي ونحن لم ندعي يوما أننا ملائكة على الأرض ولكننا حافظنا على بوصلتنا وهي تشير للقدس كما كان كل خطاب لي أذكره فيها وأتحدث أمام العالم كله وأتحدى حسب كل مرحلة من مراحلنا الطويلة في هذا الصراع الطويل مع الاحتلال وتذكر شرارة الطلقة الأولي وما بعدها من مجريات وتوحيد لطاقات اللاجئين والمشردين في العالم وكيف جمعنا بعضنا وليس وحدنا وكان معنا الأحرار يساندون عدالة قضيتنا وسرنا معا في نفق مظلم كي نصل لنهاية الحق والصواب
نور يشمل ويشرق كما الشمس التي تراها ويحلم بها شعبنا العربي والفلسطيني في الداخل والخارج شعب يقاوم بما يملك ولا تنظر لما حدث من اتفاقيات أنها ممكن أن تنهي ما نؤمن به ولا يوجد سبيل غير تحريرنا وتحرير أي جزء من أرض الوطن هو سر البدايات وليس النهايات كما يعتقد البعض وليعلم العالم أجمع أننا من قبرنا نقول لهم اياكم والتفريط وهذه هي الرسالة الحقيقية من دمنا وارواحنا
اعلم ما يقال واسمع بعضهم في تصريحات ولا أبني عليها كثيرا وقد يكون الأمر أكبر منا ونضطر لبعض ما دفعونا إليه كما وقعنا يوما اتفاقيات وعمرها انتهى وحلم الدولة واليقين يعلم به عدونا قبل ما نعلم به نحن ولن يوجد داخلنا من يتنازل أبدا وهذا حق مقدس نساير به فقط لأجل ترسيم حدود ننطلق منها وإليها نعود أجيال بعد أجيال وتذكروا خطاباتي عندما كنت أقول سيأتي يوما ويرفع فيه شبل من اشبالنا علم فلسطين فوق مآذن القدس عاصمة دولة فلسطين وهذا هو الحق البين الذي يموت فينا ويحيا مع القلم والبندقية والحجر ما يؤسس ويصدق فيه من دافع ورحل عن الأرض وهو مدفون في ترابها وليس بعيد عن وصية متروكة لي ويعلم بها العالم ولا تفتح بعض ما ينغص صفوتنا وخلوتنا بكل مصارحة ويجب أن يتصالح الكل فينا ويحفظ عهدنا وقسمنا مهما اختلفنا لن نختلف أبدا على فلسطين وهي تحتاج منا الشموع والتضحيات والموت بشجاعة وليس بغدر كما نال العدو المحتل مني عبر بعض الأدوات الرخيصة وهذا يحدث في كل مكان وليس وحدي يا كرم من قتل بالسم أو بالاشعاع ولكل وقت حديث ولا توجد جريمة متكاملة إلا وكشفت بعد ذلك سواء شئنا أم أبينا وإلي مش عاجبه يشرب من بحر غزة كما كنت أقولها دوما وأرددها بقصد ومعرفة وخبرة الختيار وهل يكفيك ما سمعت أم تريد الأكثر من ذلك واعلم أننا نراقب ونتطلع لكل خبر وحدث يخص الوطن وغض البصر له يوم وحساب ونحن سنقف فيه أمام الله ليخبرنا بكل حقائق النفس والذات وشكرا لك لأنك أوصلت حديث يغفل عنه البعض وينشغل في أمور وترجمات لا تساعد أحد ولاتقدم خير فيما بعد ما لم نتوحد صدق ونتعلم من تجاربنا المريرة وقد نكون أخطأنا أو أصبنا لكننا حفظنا وطننا في حدقات عيوننا ورسالتنا بما كفلت به دساتير وقوانين وضعية تغير ولا تصبح مقدسة كما نتحكم بها والعبرة تترك لاجيال قادمة وقادمة ولكنها حتما لن تقفل باب هذا القرن دون التحرير الكامل لفلسطين وأنا اليوم أتحدث بحرية من قبري ولا يوجد من يقيدني أو يفرض علي رؤيته ويحاربني وكشف الأوراق فيما بعد سوف يؤكد على نهج تحرري أكثر ما لم يفهمه بعضي وهو يخوني ويحرف ويطيل عبر عبث وتجهيل طال أمده ويجب أن يقتصر المسافات ولا يراهن على غير شعبنا وهنا الرقم الصعب والمعادلة الأبرز في حوارنا الأصدق معك من روح لروح تعانق حرية الأمل ونحن ننتظر الزمن لاعادة ما فقدناه وسلب منا عبر القتل المبرمج لمسح خارطتنا وهذا لم ولن يحدث طالما وجد جنين في بطن أمه يصرخ لأجل فلسطين فقط وليس لمراهنات وعذابات دفعنا ثمنها من جهل وطمس وتفرد وتعصب وحان الوقت لنعلن فيه عن وحدة الروح ولا يهم من كان المتحدث من فوق طالما الحديث ينم عن فرض أجندة تحيي فينا الوفاء لمن يستحق ولروحك السلام في ذكراك يا ايقونة الوطن الحقيقي أنت ياسر عرفات أبو عمار كما تحب وتعشق هذا الاسم لعدة دلالات أسست بها وحلمنا معك كيف نحقق الهدف ونجتمع لأجل الوطن والحرية رغم ضبابية المشهد الحزين بك وبكل حر عاشق لفلسطين التاريخ والحاضر والمستقبل ومعك روح عزيزة عليك وصلت إليك في يومنا هذا وهو الدكتور صائب عريقات المشتاق لك دوما ونزفا
وقافلتنا كما هي تمر وتحزن على كل روح تودعنا مهما كانت في لونها ومسارها وما يجمعنا هو فلسطيننا وكل انسان حر يقوم بدوره وعلينا مراجعة أنفسنا والتقدم نحو حريتنا وهي تنتظرنا في الانتزاع وحتما لنا شمس مشرقة لن تغيب والخلود للعظماء يجمعنا بكل من قدم وضحى فعلا معنا
بقلم كرم الشبطي