الحب في زمن الرقمية
من غريب أصول العشق أن تقع المحبة بالوصف دون المعاينة فيكون الهم والوجد والسهر والألم على غير بصيرة ودون سابق انذار.
الزمن تغير والقصص تغيرت، والأبطال والسنن ،لم نعد نرى قيس وليلى على الساحة ولا جميل بثينة ولا عبلة وعنتر.
الفرق بيننا وبينهم هو أننا شرقيون لا نعتبر،نعيش الحب فقط على الضفاف.
نتوارى خلف شاشات الكمبيوتر الزرقاء نخدع أنفسنا بالمواعيد الافتراضية المدبرة والعلاقات الافتراضية العابرة.
وندعي بأنه الحب…نعم إنه الحب ولكن بصبغته الجديدة “افتراضي” بحيث نتبادل وجبات الحب السريعة للحظات بناءا على تشخيص وهمي زائف لملامح الأشخاص وقناعات نسبية. ..وإيماننا الراسخ بأننا سننجح أو بتعبير أدق سنعمل على ترقيع العلاقة..وليس شرطا أن يعن الطرفان معا بذلك.
هل يعقل أن يولد الحب في بيئة افتراضية تنعدم فيها أدنى شروط الحب الفطرية؟ قطعا لا
حتى كلمة أحبك باتت مفخخة..ومغرر فيها …اعتدنا أن نسمعها وأن نباغت بها لنسد جوع قلوبنا ونطرب مسامعنا بها، اعتدنا أن نحقن بها…لا نقوى حقيقة من دونها… اعتدنا تضيع الوقت وكثرة الانتظار…أو قلة الصبر و الالتفات إلى شريك آخر محتمل.
لا يرقى هذا النوع من الحب في أن يصنف في مصاف الحب ، هو مسألة عابرة بل نكهة ترفية تبدأ بآمال وتنتهي بخيبات و آلام لأن القلوب في جوهرها مصطنعة لا يمكن أن تستوي و تكثر المراهنات و المقايضات وتتعقد الأمور حينها وفي ظل هذا كله لا يمكن أن تنجح العلاقات هي محكوم عليها بالفشل .