فريد حسن
الملايين من المتابعين لبرنامج (أرب ايدل) من المحيط الى الخليج تابعوا اللحظات الحاسمة من الدور شبه النهائي لتصفيات البرنامج وقد كانت نتائج التصويت في غير صالح الفنان المتألق (مهند المرسومي) هذا العراقي الاصيل الذي انشد للعراق وشعبه بل والذي اعاد الى اذهان الملايين الطرب العراقي الاصيل ذات الجذور المقاماتية الرصينة وقد ابدع بما جال به صوته وهو يغني للمرحوم ناظم الغزالي وهو انما يعيد ويستعيد النغم والطرب العراقي (الخبطة) التي تحمل العذوبة والآهات معا والتي هي توليفة من معاني الفرح والحزن المحبب .
ان مهند المرسومي حمل ارث الوطن وتاريخه الفني وعشق العراق وحب ابناءه للسلام وقد اسعد بفنه وروائع ما جاد به من اغان امة العرب جمعاء والانسانية سواء بسواء بل انه حمل رسالة عراقية ليصحح ما اقترفته ايد السياسيين وازماتهم المتلاحقة والتي اعطت للعالم انطباعا بأن شعب العراق شعب مشتت وكل منهم يسعى لتأمين حاجاته الحزبية والكتلوية والمذهبية ولكن مهند المرسومي اثبت للعالم ان العراق شعب حضارة و(ن والقلم وما يسطرون ) وشعب فن راق ومحب للحياة وليس مثلما صوره السياسيون الذين يأزمون الامور ومن خلالها يحاولون ان يثبتوا كراسي الحكم من غير مبالاة لحال الشعب الذي يراق دمه الزكي كل يوم من فعل المفخخات والكواتم والعبوات .
نعم فقد كان نصيب مهند المرسومي ان يترك مسرح (أرب ايدل) وحين اعلنت مقدمة البرنامج ذلك لم تتمالك (برواس حسين) الفتاة الكردية المشاركة في البرنامج ذاته لم تتمالك نفسها فذرفت دمعة بحجم العراق من زاخو الى الفاو حزنا على خروج اخيها مهند من البرنامج و لتؤكد بأنها عراقية من كردستان ولتقول للمنافقين والأفاكين ان العراقيين شعب واحد لايمكن لاحد ان يهدد وحدتهم ولتؤكد للذين يريدون تقسيم العراق على الاسس الاثنية والطائفية ولمصالحهم الكتلوية بأنهم سيجرون اذيال خيبتهم ليسكنوا مزبلة التأريخ.
ان دمعة من دموع (برواس حسين) كانت كفيلة بالرد على كل اولئك الذين يلعبون على حبل التقسيم وكانت دمعتها التي ذرفتها لان اخا لها بالعراقية والدين والارض سيغادر البرنامج كانت دمعة الاخوة العربية الكردية لانها كانت دمعة حزن لفراق اخ عراقي .
ان برواس لم تبك لوحدها بل كل العراق شماله وجنوبه شرقه وغربه الجميع بكوا لخروج مهند ولكن دمعة برواس كانت تحمل عبقا عراقيا من نوع آخر في حين لحظتها .
ان الكردستانية العراقية برواس سفيرة التلاحم الاخوي بين مكونات العراق وقد مرغت كل الانوف وحل الهزيمة بل ان دمعتها كانت شلالا جرفت كل الافكار العقيمة التي تريد الشر ببلادنا.
لنجتمع على هذه الدمعة التي زرعت الحب وقوت التماسك بين ابناء العراق ودعوتي ان يتناولها الفنانون لرسمها وابرازها من خلال لوحاتهم عنوانا لتآخينا ووحدتنا .