———————–
اصدقائي الاعزاء
ما سأقوله قد يغضب البعض من مثقفينا وقرائنا لكني لابد من البوح به
شعراؤنا الان لاجماهير لهم ولاقراء يتابعون مايكتبون ، سوق الشعر لم يشهد كسادا مثلما نراه الان ، لااحد يبحث عن ديوان شعري لايّ من شعرائنا المحدثين ، لااحد يدفع مبلغا ولو بسيطا لشراء مجموعة شعرية صادرة حديثا ، كل مافي الامر ان هناك هدايا يتداولها الشعراء انفسهم ويوزعون دواوينهم فيما بينهم وهذه هي الطامة الكبرى ، صار شعرنا للنخب الصديقة وللمعارف والمقربين منا وحتى هؤلاء يرمون مانكتب من مجموعات شعرية في رفوف مكتباتهم ولايكلفون انفسهم حتى عناء تصفحها واتذكر احد اصدقائي من الشعراء الذين نرى فيهم التميز والذي طبع احد دواوينه مؤخرا فقد دار بين مالكي المكتبات وتوسل باصحاب البسطيات من باعة الكتب لعلهم يستقبلونها ويعرضونها للبيع على الرفوف والارصفة ولم يفلح باقناع احد في استقبال حزمة ولو صغيرة من مجموعته وكان كل كلامهم بان الشعر يصعب بل يستحيل بيعه ، فهل هناك اكثر نحسا من حظوظ الشعراء الذين يعصرون خلاصة ارواحهم وفكرهم من اجل ايجاد صورة شعرية ملفتة للنظر او بيتا يثير الانتباه او ومضة تخترق القاريء وتهزه وتعتصر كيانه، حقا ماأرخص الشعر عندنا !!
ومع ذلك يصرّ الكثير منهم ان يبقوا شعراء
فالواقع الشعري في بلادنا محيّر حقا ، ورغم ان العراق هو بلد الشعر ماضيا وحاضرا لكن بضاعته كاسدة اذ قلما نرى قارئا مدّ يده الى مجموعة شعرية واقتناها من باعة الكتب في المتنبي او غير المتنبي وهذا مانلمسه هذه الايام ومعظم المجاميع الشعرية التي تطبع يتداولها الشعراء انفسهم ويهدونها الى بعضهم البعض دون ان تمتدّ الى شرائح واسعة من القراء ولاانكر ان هناك شعراء متميزين –على قلتهم — ولكن لاقراء لهم الاّ من النخب الشعرية والمعارف المحيطة بالشاعر ولاادري هل يكتب الشاعر لنفسه او لصحبه ؟؟ أعتقد بان الشعر بلا جمهور عريض نسبيا سيدبّ فيه النسيان وتتجه الانظار الى قراءات اخرى كما نرى الان في اتجاه الكثير من القراء للكتب الدينية ومايتعلق بها كالأدعية والزيارات للمراقد المقدسة وماشاكل ذلك
أليس هذا الامر محزنا !!!!
حديث عن ترك القراءة والعزوف عن الشعر
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا