نهاد الحديثي
تزخر بلادنا بالكثير من الأدباء الذين نحتوا أسماءهم في سجل التاريخ, وكتبوها بمداد من ذهب، وبقيت آثار ما خلفوا من دراسات وبحوث ورحلات في مؤلفات تتصدر مكتبات العالم، كما بقيت ذكراهم العطرة بعد رحيلهم تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، وكتكريم من الدولة -رعاها الله- للمبدعين منهم فقد تم إطلاق عدد من أسماء هؤلاء على عدد من الشوارع الرئيسية المهمة وخصوصاً في المدن الكبرى، كما تم تسمية عدد من القاعات في الجامعات ومراكز التعليم الكبرى والأندية الأدبية والمراكز الثقافية بأسماء عدد آخر منهم، إيماناً بما قدموه للوطن من آثار علمية ومؤلفات عظيمة، إضافةً إلى تكريم عدد من البارزين في عدد من مناسبات الدولة كالمهرجان الوطني للتراث والثقافة أو مهرجانات اخرى, حيث تم تكريم العديد من الأدباء والمؤرخين الذين أمضوا حياتهم في البحث والتأليف فنالوا التكريم بعد وفاتهم, واستمراراً في الاهتمام بالأدباء والمؤرخين فقد ظهر الاهتمام بتخليد ذكراهم عن طريق تحويل منازلهم إلى متاحف لإحياء تاريخهم وتراثهم ونتاجهم الفكري والأدبي، إذ تجمع هذه البيوت مخطوطاتهم وملابسهم وأدواتهم الكتابية ومكاتبهم التي كانوا يكتبون عليها وغير ذلك ليساعد ذلك المهتمين والباحثين للتعرف عليهم بدقة وعن قرب، وهذا الأمر معمول به في كثير من دول العالم المتقدمة والمتحضرة، بل وباتت الدول تتسابق وتتبارى في ذلك، حيث جمع ذلك بين تخليد ذكرى هؤلاء البارزين في شتى نواحي الأدب والفكر والثقافة وبين تشجيع السياحة وازدهارها، وشهدت العديد من الدول اهتماماً بالغاً بمساكن المشاهير من المبدعين في الثقافة والأدب منذ القدم، فعلى سبيل المثال هناك منزل الكاتب جورج برنارد شو أحد أعظم الكتاب وأغزرهم إنتاجاً في الأدب الإنجليزي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين , وفي العالم العربي برزت العديد من بيوت الأدباء ومن أشهرها متحف الشاعر أحمد شوقي في جمهورية مصر، ويقع المتحف في الفيلا الخاصة بالشاعر وقد تم ضمها إلى وزارة الثقافة المصرية، وافتتح المتحف رسمياً في 17 يونيو 1977م، وكذلك متحف الأديب طه حسين الذي أصدرت وزارة الثقافة المصرية قراراً بتحويل الفيلا الخاصة به أو “رامتان” كما أطلق عليها عميد الأدب العربي والأرض المجاورة بالجيزة إلى متحف لتخليد ذكراه، وافتتح المتحف في يناير 2013م، وفي بلادنا برز الاهتمام بتحويل منازل عدد من البارزين من الأدباء والمؤرخين حيث باتت مفتوحة أمام الزوار والسياح لمشاهدة العديد مما خلفوه من إرث ثقافي, وبادرت حكومة عجمان بإحياء ذاكرة الشعراء في الحي التراثي، من خلال إنشاء «سكيك شعراء عجمان»، ليضم أسماء عدد من أهل القصيد، ويجري الاحتفاء بهم في مكانٍ واحد وثابت — سكيك»، وكل سكة تؤدي إلى سوق فيه من البضائع ما فيه، وتسمى كل سكة باسم شاعر من شعراء عجمان المعروفين، كنوعٍ من التقدير الواجب تجاههم على ما قدموه من إبداع إنساني خالد تتباهى به الدولة، كنتاجٍ حضاري ينسب إليها كوطن لذلك المبدع, ومن أشهر المعالم التي تخلد ذكر عدد من الأدباء والكتاب والمؤرخين والشعراء في الخليج مركز حمد الجاسر الثقافي، وهو مركز لخدمة التراث الثقافي للجاسر يخدم الباحثين والدارسين في المجالات التي عني بها الشيخ حمد الجاسر، ومن هذه المجالات: تاريخ العرب، وآدابهم وتراثهم الفكري، من أدب وتاريخ ولغة عربية وجغرافيا وصحافة وتعليم وطباعة ومخطوطات وأنساب وغيرها، وعراقنا أفتقد لتكريم الراحلين الخوالد باعمالهم الجواهري وعبد الوهاب البياتي وعبد الرزاق عبد الواحد ومظفر النواب وزها حديدولميعة عباس عمارة وعمو بابا , ايام جميلة عاشتها الكرة العراقية بمعية بابا وهو يقلدها اروع باقات الإنجازات في العقدين السبعيني والثمانيني يوم كان المدرب الأشهر وما زال في المنطقة العربية بأسرها حتى وهو ينام قرير العين تحت ارض العراق المعطاء وبعد مروراعوام على رحيله , التكريم الحقيقي هو الحفاظ على تراث المبدعين, الدولة العراقية وحكوماتها بعد الاحتلال لم تكرم المبدعين , نريد أن يكون تكريما حقيقيا، وليس حفلات تأبينية. ويجب إيجاد الأطر المناسبة لإبراز هؤلاء المبدعين على أعلى مستوى, نريد أن نعمل أشياء تخلد هؤلاء لأجيال قادمة،قوتنا بالثقافة والمبدعين , وربما نتساءل مبدعونا حازوا أعلى الأوسمة في بلاد الغربه حيث يتقلَّدون مناصب عليا ومهمة في مجالات العلم والفن والاقتصاد والسياسة والثقافة. تاريخياً، لعب المثقفون دوراً مهماً في النهضة العربية، أننا يجب ان نكون أوفياء لرموزنا وأبطالنا , يقينا اننا جاحدون بحق أنفسنا أولا وبحق رموزنا