لفنان العراقي كريم سعدون: الإنصات الآسر لدبيب كائنات لامتناهية
……………………..
أحيانا يدهشنا فنان ما بنبله قبل اي شيء آخر، الالوان ربما تأتي كسحر آخاذ تباعا، كأنّ الروح هي كل مابحوزته، وحين نجاور روحا هادئة لفنان مازلنا نحاول ان نستبصر عالمه الخارجي بعيدا عن وقوعنا تحت سطوة ماتنفك تتصاعد من مخيلة فنان قبل ان تأتي من دماثة انسانية.
كريم سعدون هو كل مااستطعت ان احوزه، شخصية تحمل الكثير من التشظّي وهو بالأصل فيض الروح وعرقها، معه تتلاقى انكسارات الراهن وتغدو بعضا من خفوت المعاناة حين يجد صاحبها متسعا للتصالح مع الذات.
فعلا حاولت قراءة نبذة عن سيرته ولم اجدني الإ اهرب من تلك التواريخ والحيثيات التي قد تأخذني بعيدا عن غبطة فتية تتواتر بداخلي تجاه مبدع يشبه جيلا بأكمله ولد واكمل تعليمه في بغداد وإبان تهاوي الهوية العراقيه الجامعة هاجر الى السويد ليبدأ في تقصّي الوجود من انبعاثات لونية لاتنطوي على الحزن والسواد.
لوحات الفنان العراقي لاتحمل اكثر من ملمح وهذا بمثابة انصياع كلي لذبذبات بعيدة، انها نقرات لاتحفل الا للإنصات، إيحاءات وخطوط ترتئي انتشالنا كبشر لايكترثون الا للغواية الجامحه، التي لطالما افسدت كل شيء، ليس الخيال فقط بل الواقع برمته، وهذا كل مانحتاجه للعودة لجادة الرؤية المتأنية غير المنفعلة.
كريم سعدون كأنّه آمن بنفسه باكرا ككيان شفاف يشبه العالم المترامي ولم يجد غضاضه في البقاء على ذلك السفح البعيد ليرهف السمع لدبيب كائنات متماهية ماتنفك تسري كالنمل بالقرب منه، وتظل ماهية الفن في ذلك الايمان الحسي بوجودها، ليمض بعدها في إذكاء معان جديرة بكل الكائنات بما فيهم بني اليشر.
إنها قصة مترامية النزعات تلك التي لا تبدأ كحكاية بغدادية حزينة بقدر ما تكون ايقونة كونية تشكلت من استجابة انسانية خالصة لتسوية كل حكايات المنشأ المتهاوية وسبرها كولادة ضافيه غير مشوهة، والفن حين ينبثق من منابع متماثلة بلا ريب سيغدو شوقا بهيا ومبهجا للعبور لكل الازمنة..