” ” امرأة ألحانه الحولاء ” “
” ان ماهية الشعر هي ماهية تاريخية الى اقصى حد، فهي ماهية تتنبأ بزمان تاريخي وهذا التنبؤ هو ما يشكل الماهية الجوهرية الوحيدة للشعر “
الفيلسوف الالماني مارتن هايدغر “
فالشعر هو استجابة لنداء الوجود ، بمعنى الاستجابة لنداء وجود الموجود “
فالنداء هو كلام ، كذلك الاستجابة كلام
فالذي ينادي والذي يستجيب يشتركان معا في الكلمة ، فالشاعر لايفكر في الموجود وينسى الوجود فيذهب الى “التيه “
فعندما ينسى الوجود ويغيب ” الإله “
فليس بمقدور الفيلسوف والمفكر ان يأتي به ، الشاعر من يستطيع فقط ان يقوم بمحاولة لإيقاظ الرغبة في انتظاره “
يلقي الشاعر بطريقة شعرية ، نظرة على حقبة زمنية فرغت من الآلهة بعد ان كان لها زمانها منذ ان وجد الزمان، فاستجاب الانسان لندائها ، فوضع كل ماهو موجود منذ البداية موضع الكشف بلغة الشعر الذي اصبحت لغته الاولية التي كان يتصيد بها اشارات الالهه ونداءاتها ، فهو قد كان يشعر بقربها فهي ليست بعيدة جدا عنه ، لكن يصعب عليه ادراكها ولقائها والوصول اليها ، ففكر في بناء الأبراج والصروح العالية التي ستوصله الى السماء حيث المنتهى والمآل…
فبنى برج ” بابل , جد الابراج جميعًا ، واقربها للسماء “
فكان يأمل بان ” تجعله الالهه على صورتها ومن نوعها , ان يكبر بلا نهاية ، ولايموت “
الا ان كلكامش ” عندما ذهب الى الحانه بعد عودته من رحلته الطويلة في البحث عن الخلود خائبا ” قابلته صاحبة الحانه الحولاء ” وجالسته لتقول له الحقيقة التي غابت عنه ؛ وهي ان ما كان يبحث عنه لن يجده أبدآ ، فقالت له جملتها الشهيرة ؛
” اذهب ومتع زوجتك ” فخرج تعيسًا غاضبا مشدوها يقضم اظافره لاعنا مكر الحياة والازمان وتناوب حضورها مع نوائبها وصروفها ، فلقد هربت الالهه وابتعدت السماء ” فضل الانسان الطريق …