الى اين تسير التظاهرات ؟!!
محمد حسن الساعدي
يشهد العراق مظاهرات احتجاجية في مدن عدة وذلك لتردي الخدمات والاوضاع المعيشية ، وتفشي الفساد وسرقة المال العام ، وعلى الرغم من الإنفاق الخطير للاموال على مدار ثمان سنوات ولم لم يلمس المواطن العراقي اي تحسن او تغيير في حياته المعيشية ، خصوصاً وان اللافت في هذه التظاهرات انها وفرت الحصانة للبلاد ودفعت عنه مخاطر التدخل الخارجي ، فإذا استطاعت البلاد المضي نحو التغيير فانه سيكون قوياً حصيناً امام تحديات التدخل الخارجي .
لا شك ان التظاهرات الشعبية هي تعبير حي عن إرادة الشعب وهي حالة صحية يمكنها من اختصار الكثير من المساعي الوطنية ، خصوصاً وان الحيف بات يقع على شرائح واسعة من الشعب العراقي وسط صمت المسؤولين وانكارهم لأي دور للجمهور في تسلقهم المناصب الحكومية ، الامر الذي يعد استهتارا بمشاعره ، واستهانة واضحة بدماءه في التصدي للارهاب الداعشي ، خصوصاً وان البلاد تمر بمنعطف خطير ودقيق يدعو الجميع لتحمل مسؤولياتهم بعيداً عن المحاولات في ركوب موجة التظاهرات ، في محاولة لفرض الإرادات والاساءة الى مطالب الجمهور ، ومحاولة إيقاع الفتنة بين الفئات السياسية واستغلال هذه التظاهرات من اجل النيل من الخصوم السياسيين دون وازع اخلاقي او سياسي ، ومحاولة تسقيط الآخرين واستهدافهم والغاءهم تماماً .
ما حصل يوم امس الجمعة من استهداف للتظاهرات السلمية ، ومحاولة تحريفها عن أهدافها السلمية ، ودخول مجاميع ترتدي الملابس السوداء وتحمل العصي الكهربائية ، وغيرها من أدوات قتل ، ومن ثم الإعتداء على احد المتظاهرين ، وضربه ونقل على اثرها الى المستشفى ، لهو مثال حي علو النوايا المبيتة لتحريف هذه التظاهرات ، وإيجاد الفرقة، ومحاولة في تسقيط السياسين بعضهم للبعض الاخر ، الامر الذي يعد هدفاً خطيراً ومحاولة لزرع الفتنة بين الكتل السياسية ، وإيجاد الصراع السياسي بينهم ، خصوصاً وان هذه الأطراف تسعى الى ركوب التظاهرات وتحريف مطالبها لغايات سياسية تسعى من خلالها ايجاد حالة الصراع والاقتتال الداخلي بين المجتمع الواحد .
الحكومة تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الجانب ، من خلال التدخل المباشر لحماية المتظاهرين ، وإيقاف المشبوهين والمشتبه بهم ، في داخل التظاهرات ، وان عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين واحتوائهم قد تكون له تبعات خطيرة على أمن البلد ومستقبلها ، وتهديد صريح للعملية السياسية برمتها ، لان هناك من يسعى الى تهديد أمن البلادواستقراره وان تتحول هذه التظاهرات الى واقع خطير يهدد الأمن المجتمعي ، وبالتالي دخول البلاد في المجهول .