نصب الحرية يحتضن الشعب
علي الزاغيني
لا حب يعلوا على حب العراق
الطريق الى ساحة التحرير ونصب الحرية لم يكن شاقا وانما اتسم بحب الوطن والروح الوطنية التي يحملها كل عراقي غيور وحريص على مصلحة وطنه ,الجميع يهتف بأسم العراق وحب العراق ووحدة العراق وهذا ما جعل من الشوارع المجاورة لساحة التحرير تشهد كرنفال فرح ومحبة وسلام , الامر لم يكن معقد كما يعتقد البعض بالعكس ان كل الامور والاجراءات كانت لصالح المتظاهرين الذي حضروا من كل مدن بغداد وهذا ما منح التظاهرات مزيج جميل من الطيف العراقي لا يحملون بقلوبهم سوى العراق وحبه الازلي, وهذا ينطبق على كافة المدن العراقية التي خرجت بتظاهرات سلمية من اجل الاصلاح والقضاء على الفساد ومحاسبة المفسدين ومطالب المتظاهرين التي يجب ان تتحقق وان يسمع من يسمع انها ثورة وطنية ويجب ان تكون الإصلاحات فورية دون تأجيل او مماطلة او تسويف من اجل ان يهدا الشارع العراقي .
ان المطالب الي خرجت من اجلها الجماهير ليست بالمستحيلة ولا بالصعبة انها مطالب وطنية شرعية وكان من المفترض ان تكون قد تحققت منذ سنوات ولكن رياح الفساد دمرت كل شئ بمحاصصة لعينة ومسؤولين غير اكفاء اداريا ولكنهم يمتازون بموهبة السرقة والمراوغة وهذا ناجم عن فساد اخر في الجهاز القضائي الذي لم يحرك ساكنا ازاء هؤلاء المفسدين ومن يلتزمهم وهذا بلاء كبير ابتلى به الشعب العراقي .
قد لا نكون مخطئين اذا ما تم العمل بجد واخلاص على الاصلاحات التي اعلن عنها السيد العبادي وما سيعلن عليه لاحقا ستكون الامور اكثر اطمئنانا وهذا يؤدي بكل تأكيد الى نجاح العملية السياسية والديمقراطية في العراق رغم مرور اكثر اثنى عشر سنة على التغيير ولعل من اهم مقومات النجاح هو تقليص عدد نواب البرلمان الى اقل عدد ممكن على ان لا يتجاوز عددهم اكثر من 50 نائبا وان يكون عضو البرلمان مكلف بمهمة وطنية و لا يتمتع باي مميزات تجعل من الانتخابات مارثون طويل تدخل فيه كل الأساليب الملتوية الغير مشروعة من اجل الفوز ليس بثقة الشعب وانما بما يدر عليهم البرلمان من مميزات ومخصصات تجعلهم من الأثرياء وأصحاب الجاه والمال والسلطة وهذا هو سر السباق الطويل و سر المأساة الحقيقية للعراق منذ 2003 وليومنا هذا .
لا نستغرب كثيرا اذا ما وجدنا الشباب والاطفال وبجانبهم النساء والشيوخ خطواتهم سريعة في طريقهم بكل حب الى التظاهرات السلمية دون خوف او جزع وانما من اجل ايصال صوتهم ومطالبهم ومساندة الاصلاحات التي اعلن عنها وهذه هي غيرة العراقي على وطنه لا تثنيهم عنها حرارة الجو و لا بعد المسافات و لا انقطاع الطرق جميعهم يهتفون للعراق , امتزجت اصوات المثقفين والادباء والفنانين والاعلاميين مع اخوتهم بساحة التحرير لتكون صرخة حق بوجه الظلم والفساد وتكون انذار مبكر ونهائي لكل فاسد ولص اغتصب اموال العراق واعادة تلك الاموال لخزينة الشعب .
المظاهرات لا بد ان تكون بها شوائب يضعها البعض من اجل تحريفها عن مسارها الصحيح وهذا ما عمل ويعمل عليه اصحاب النفوذ والضمائر العفنة حتى ترعى مصالحهم من خلال خلق الفتنة ومظاهر غير مرغوب بها خلال التظاهرات ولكن للمتظاهرين قلوب بيضاء وعيون تترصد كل حركة مريبة وكل ما يسئ الى المتظاهرين واهدافهم ومحاولة بعض الدخلاء بالاساءة على رجال الامن المتواجدين لحماية المتظاهرين من خلال رميهم بالحجارة وهذا ما حدث فعلا بواسطة نفر ظال حاول ان يخلق رعب وبلبلة في صفوف الطرفين وإبعادها عن السلمية التي اعد لها ولكن العيون كانت لهم بالمرصاد وسلمتهم الى الجهات الامنية .
الهدف الاسمى هو الاصلاح والبناء ومحاربة الفساد بكل اشكاله لا تدعوا الفرصة للمفسدين ان يتقوقعوا مرة اخرى بمسميات اخرى دينية كانت او وطنية فانهم متمسكون بكل قوة بمناصبهم ومحاصصتهم البغيضة التي جنوا من خلالها المليارات وتركوا العراق يعيش في دوامة الارهاب والقتل والتهجير والفقر والتخلف , لتكون سلمية التظاهرات السيف الذي يحارب به الفساد والمفسدين , ليكن اعلامنا منصفا ومحايدا لا يتبع الباطل من اجل حفنة من الدولارات وينقل الحقيقة كما هي فالطغاة يرميهم الزمن الى مزبلة التاريخ ولكن الوطن يبقى شامخا يعيد بناءه الشعب بسواعد أبناءه الإبطال .
تحية الى حب ووفاء ابناء الجالية العراقية في مدينة مالمو في السويد ومن ساندهم من باقي المدن وهم يساندون اخوتهم في العراق بتظاهرات سلمية من اجل العراق ونهضته ومحاربة الفساد والظلم وهذا دليل مدى حبهم وولائهم للوطن رغم الغربة التي فرضت عليهم بسبب الاوضاع الامنية التي عمل المفسدون على خلقها من اجل مصالحهم الشخصية .
واخيرا شكرا للشباب الذين عملوا بجد من اجل ان تبقى ساحة التحرير نظيفة وعملهم باخلاص على جمع مخلفات المتظاهرين , هكذا هم شباب العراق مخلصين دوما لوطنهم وقد لقنوا بعملهم هذا السياسيين درس قاسي لا يمكنهم نسيانه .