ولاية الفقيه دستور غير مشوّه
هيام الكناني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
ليس من الحكمة أن يترك الله تعالى النظام العام للأنسان دون رعاية فالفطرة والعقل تحكم بقاعدة اللطف الإلهي لإن من شأن المولى الخالق العادل التصدي لحفظ النظام الإجتماعي العام بسن القوانين وإيصالها عن طريق الرسل ,وإرسالها وإيصالها للناس والتبليغ بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر , وهذا يعني أن المجتمع في عصر الغيبة جزء من العالم الذي تشمله الرحمة الإلهية فالقدر المتيقن الذي يليق به التصدي لهذا المنصب الإلهي هو الفقية الجامع للشرائط ,كما دلت العديد من الآيات والروايات إن الناس الى يوم الدين مشمولين بالرعاية والرحمة الالهية ,إن مافعله الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام يكون لجميع الأُمم ونحن من هذه الأمم ,فاذا كان النبي والائمة عليهم السلام يتصدون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رحمة بالامة فكيف لاتدركنا هذه الرحمة ,ثم ألتفت أيُها القاريء النبيه تقتضي الفطرة الحيوانية أن يتصدى أحد الحيوانات لقيادة مجموعة كما في مجموعة النحل ,والنمل وغيرها إذن فالأولى قطعاً يقتضي هذا النظام والأسلوب عند المجتمع البشري الذي مُيز بالعقل فكان أشرف من تلك المخلوقات إذن يقتضي النظام العام أنه لابد من ولاية عامة لحفظ المصالح العامة وصيانة المجتمع من الفساد والإنحراف والحقوق من الضياع.وهذا لايحدث الإ عند من يمتلك الأعلمية فيكون هو الأنقى والأتقى والأعدل ,فالولاية في نظر الإسلام مسؤولية وتكليف لكن مايختلف اليوم إننا في زمن كثُرت فيه الشبهات وكثُر المنتفعون فالواجب الشرعي يتحتم على من هم أهل لهذا المنصب ان يبينوا الخلل والضعف التي تدعيها مرجعية ايران باعتبارها تستخدم نهج الولاية العامة ,ولكن من الغريب أن لايلتفت أحد الى أن الولاية العامة مقرونة بالأعلمية ,وتدور مدار الاعلمية متى ماوجد الأعلم أصولياً ارتبطت به الولاية العامة فعندها يكون مصداق للإيثار والتضحية والإحساس المرهف لمعاناة المجتمع من الآفات المعنوية والاخلاقية والتشخيص الدقيق والصحيح والسليم لكل واقعة لتحقيق العدل والإنصاف والرفاه والسلام والأمن والأمان وغيرها, وعلى العكس فيما لو تصدى للولاية من ليس أهل لهذا المنصب ليس باعلم فيكون سلوكه وتطبيقاته وآثاره قاصرة مقصرة مسببه للقهر والانحراف والفتن والقتل والدمار فمتى ماترجم هذا في الواقع بالقول والفعل فعلى الجميع التمسك بهذه الولاية هنا بين المرجع الصرخي في لقاء تلفزيوني عن الدور الذي تنتهجه المرجعية الايرانية بإنتهاجها ولاية الفقية حيث ذكر (إن ولاية الفقية ثابتة نظرياً عند جميع الطوائف الإسلامية ولكن لم يثبت تاريخاً أنهاحققت تطبيقاً واقعياً صحيحاً ملازماً للشرع والأخلاق
مبيناً (أن الشرط الرئيس في ولاية الفقيه هو الأعلمية والولاية في إيران غير مستوفية لشرط الأعلمية وهي باطلة وأدت الى مجازر طائفية بشعة ,مجيباً أيضاً بأن ولاية الفقيه في إيران باطلة جزماً لأنها غير مستوفية لشرط الأعلمــيــة حيث قال (إن الولاية في إيران غير مستوفية لشرط الأعلمية بل الأجتهاد فتكون باطلة جزماً فمن الواضح أن التطبيقات الخاطئة للولاية وعدم تطبيقها على المجتهد الأعلم أدت الى مجازر بشعة وطائفية قاتلة وبحار من الدماء ,ومن هنا ندعو الى حكم مدني عادل منصــف لايخــالف الخط العام للديــن والأخلاق)