نسرين المسعودي
هذا الشعور الهارب من ثغر الضباب
و هذه أنا
في خيوط الشمس أتدحرج
بعيدة عن العالم الممزق
بعيدة عن الحرب و الموت
بعيدة عن الشعر
و الدرع الواقي من الطعنات
أتسلّق طود الضوء الخامد
أحضن نفسي لثوان
أحاول استنشاق هواجسي
أزمّل جسدي بمعطف ثقيل أحمر
أكنس البرد من قلبي كخريف رطب
هذه أنا
أقفز من الندوب و من القروح
من الغابات المشتعلة
و البحر القاتل و أنفاس الاحتضار المرعبة
أبحثّ عن عناق حارّ كالدم
بعيدا عن الآهات اللاذعة
أصابعي الباردة ضمائد بيضاء
تلملم رفات الأسماء المتساقطة
والخيبات عارية
تلطم أبواب السماء
وجهي أمام المرآة يجمّل الأحزان
و قبيلة من النساء تعرج من أهدابي
لأبدو سعيدة في غربتي
خاوية من الصراخ
صاخبة بالأفراح
كلوحة راقصة
كدبكة عتيقة تضرب الأرض
أو زغاريد نائمة في خصور النائحات
و رسائل عشق في طيات النهود
أبدو جميلة في هذا القصيد
أذرف الحياة فوق البياض المدنّس
شعري كذيل فرس جامح
صوتي يركض في دمي
و صرختي تثقب الماء
الوجع العالق في دبوّسي الفضيّ
و يداي المثقوبتان من الوخز الأليم
رغوة المعجون الزائدة في فرشاة الاسنان
نصاعة الضحكات الحزينة في الصور
أبدو ببريق و زيت
لأشتعل ببطء طوال هذا اليوم