هجرة جماعية من بلد مستأجر
.
ثمة عوالق في عقلية المواطن العراقي، وما كاد التخلص من كابوس؛ حتى وقع في ظلام كثير الأشباح، وما أن تنفس بخروج الدكتاتورية، التي تقتل ما تشاء وتقمع من يُخالف، وترهن الدولة بيد قائد الضرورة، وحروبه الهمجية، التي أتاحت له هدر الأموال بفردية، دخلنا الديمقراطية وتعدد قادة الضرورة وتشتت الشعب.
يعترف معظم الساسة، ويتفق غالبية الشعب؛ على فشل إدارة الدولة في الأعوام المنصرمة، وعدم أهلية القائمين على السلطة؟! ولكن الساسة يعزوه لنظرية المؤامرة.
لا عجب إذا وضع العراق في آخر سلم المعرفة، والأول في هرم الفساد ونهب الأموال؛ بهدر 200 مليار دولار بدورة إنتخابية واحدة، تكفي لعيش العراقيين سنوات بدون تصدير نفط، وموازنات تستطيع بناء العراق من جنوبه الى شمال بطابقين؟! وبتلك الأموال يستطيع إستئجار جيوشاً للدفاع عنه، ويجذب أفضل شركات العالم لبناءه وإيجاد فرص مناسبة للعمل، ولا يسمح بهجرة أبناءه أذلاء بين الدول؟!
“رئيس وزراء فنلندا، يوها سيبيلا، يعرض منزله الخاص لإستضافة طالبي اللجوء، حسب تصريحات نقلتها قناة (واي.إل.ئي) الفلندية ، ودعا الشعب الفلندي لإظهار التضامن مع اللاجئين المتجهين إلى أوروبا هربا من الحرب والفقر”.
هرب المواطنون لأنهم وجدوا القصور مغلقة الأبواب، وساستهم في عزلة عن شعب يُطاره الفقر والإرهاب وإستبداد فاسدين إستحوذوا على قصور الدولة؛ كإنها ملك صرف لهم، فلا نائب ولا وزير ولا نائب رئيس الجمهورية يُسلم قصره، ورغماً على أنف العراقيين يحتفظون بالحمايات والخدم والمخصصات؛ وإلاّ من ينفق على الضيافة والولائم والوقود؟! وما يزالوا يناغمون دعوات الشعب ولا يطبقون الإصلاح؛ على إعتقاد بأن رؤوسهم كبيرة لا يمكن كسرها؟!
إذا حكم القطيع بنظرية المقاطعات المتقاطعة، وخدع الفاسدون شعبهم، ومصير البلاد بيد أميّ السياسة؛ فأن الشعب يدور على نفسه، ويعيد إنتخاب الوجوه الكالحة ويشتمهم بعد فترة؟! إذْ لم يسثمر قادة حكمو العراق 13 عام تجارب الدول التي سبقت، فقد قامت الصين بتأجير هونك كونك عام 1896 الى بريطانيا العظمى، وإستلمتها بعد 99 عام؛ كمركز تجاري وناطحات سحاب، وصناعات غزت العالم، وإقتصاد مزدهر وضرائب منخفضة وسوق حرة؛ بينما في العراق فتحوا أبواب هروب الشعب، وإستأجروا أرضهم لعصابات الفساد ومافيات النهب، التي تخطط أن تجعله تراب بلا شعب؟! وأوصلوا الشعب الى نظرية؛ كرامة الغرب وبؤس معتقادتهم.
لو أن ما يحدث بالعكس تماماً؛ لوجدنا العراقيين، يلتحفون السماء ويغطون مستجيرهم، ولكن ساستهم سعوا الى عكس المفاهيم فكانوا كفراً على شعبهم، وقادة الدول رحمة.
عند تحليل ظاهرة الهجرة الجماعية الى أوربا، وفتح الدول حدودها أمام مئات آلاف الشباب، فمن المؤكد أن في الأمر مؤامرة؛ إذْ كيف يُطالب زعيم حزب العمال الإسرائيلي بفتح الحدود أمام السوريين، والغرب لا يفرق بين المسلم والإرهابي؟! وعند الوقوف على نظرية المؤامرة التي يُرددها ساسة العراق؛ نجد أنهم أكثر تآمر على شعبهم، وهم إستأجر البلاد الى مافيات عائلية ستفرغه من سكانه، وتنتزع قيمه بتعميم إتهام الفساد، الذي جعلوه شرفاً لهم، ويقولون: حشر مع الفاسدين عيد.
.
ثمة عوالق في عقلية المواطن العراقي، وما كاد التخلص من كابوس؛ حتى وقع في ظلام كثير الأشباح، وما أن تنفس بخروج الدكتاتورية، التي تقتل ما تشاء وتقمع من يُخالف، وترهن الدولة بيد قائد الضرورة، وحروبه الهمجية، التي أتاحت له هدر الأموال بفردية، دخلنا الديمقراطية وتعدد قادة الضرورة وتشتت الشعب.
يعترف معظم الساسة، ويتفق غالبية الشعب؛ على فشل إدارة الدولة في الأعوام المنصرمة، وعدم أهلية القائمين على السلطة؟! ولكن الساسة يعزوه لنظرية المؤامرة.
لا عجب إذا وضع العراق في آخر سلم المعرفة، والأول في هرم الفساد ونهب الأموال؛ بهدر 200 مليار دولار بدورة إنتخابية واحدة، تكفي لعيش العراقيين سنوات بدون تصدير نفط، وموازنات تستطيع بناء العراق من جنوبه الى شمال بطابقين؟! وبتلك الأموال يستطيع إستئجار جيوشاً للدفاع عنه، ويجذب أفضل شركات العالم لبناءه وإيجاد فرص مناسبة للعمل، ولا يسمح بهجرة أبناءه أذلاء بين الدول؟!
“رئيس وزراء فنلندا، يوها سيبيلا، يعرض منزله الخاص لإستضافة طالبي اللجوء، حسب تصريحات نقلتها قناة (واي.إل.ئي) الفلندية ، ودعا الشعب الفلندي لإظهار التضامن مع اللاجئين المتجهين إلى أوروبا هربا من الحرب والفقر”.
هرب المواطنون لأنهم وجدوا القصور مغلقة الأبواب، وساستهم في عزلة عن شعب يُطاره الفقر والإرهاب وإستبداد فاسدين إستحوذوا على قصور الدولة؛ كإنها ملك صرف لهم، فلا نائب ولا وزير ولا نائب رئيس الجمهورية يُسلم قصره، ورغماً على أنف العراقيين يحتفظون بالحمايات والخدم والمخصصات؛ وإلاّ من ينفق على الضيافة والولائم والوقود؟! وما يزالوا يناغمون دعوات الشعب ولا يطبقون الإصلاح؛ على إعتقاد بأن رؤوسهم كبيرة لا يمكن كسرها؟!
إذا حكم القطيع بنظرية المقاطعات المتقاطعة، وخدع الفاسدون شعبهم، ومصير البلاد بيد أميّ السياسة؛ فأن الشعب يدور على نفسه، ويعيد إنتخاب الوجوه الكالحة ويشتمهم بعد فترة؟! إذْ لم يسثمر قادة حكمو العراق 13 عام تجارب الدول التي سبقت، فقد قامت الصين بتأجير هونك كونك عام 1896 الى بريطانيا العظمى، وإستلمتها بعد 99 عام؛ كمركز تجاري وناطحات سحاب، وصناعات غزت العالم، وإقتصاد مزدهر وضرائب منخفضة وسوق حرة؛ بينما في العراق فتحوا أبواب هروب الشعب، وإستأجروا أرضهم لعصابات الفساد ومافيات النهب، التي تخطط أن تجعله تراب بلا شعب؟! وأوصلوا الشعب الى نظرية؛ كرامة الغرب وبؤس معتقادتهم.
لو أن ما يحدث بالعكس تماماً؛ لوجدنا العراقيين، يلتحفون السماء ويغطون مستجيرهم، ولكن ساستهم سعوا الى عكس المفاهيم فكانوا كفراً على شعبهم، وقادة الدول رحمة.
عند تحليل ظاهرة الهجرة الجماعية الى أوربا، وفتح الدول حدودها أمام مئات آلاف الشباب، فمن المؤكد أن في الأمر مؤامرة؛ إذْ كيف يُطالب زعيم حزب العمال الإسرائيلي بفتح الحدود أمام السوريين، والغرب لا يفرق بين المسلم والإرهابي؟! وعند الوقوف على نظرية المؤامرة التي يُرددها ساسة العراق؛ نجد أنهم أكثر تآمر على شعبهم، وهم إستأجر البلاد الى مافيات عائلية ستفرغه من سكانه، وتنتزع قيمه بتعميم إتهام الفساد، الذي جعلوه شرفاً لهم، ويقولون: حشر مع الفاسدين عيد.
واثق الجابري