مشروع خلاص ام مشروع إصلاح ايهما الانسب ؟
مهند الرماحي
نحن اليوم نشهد مشروعين جديدان على الساحة العراقية جاءا تزامنا مع الوضع المتردي الذي تعيشه البلاد سواء من ناحية الوضع الامني او الوضع الخدمي وكلاهما (الامني والخدمي) يصبان في استقرار المواطن العراقي وجعله يعيش بعيش رغيد كأي مواطن في هذه المعمورة .
مشروع اصلاح
مشروع طرحه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعد التظاهرات العارمة التي شهدها العراق وكان سببها الاساس ارتفاع درجات الحرارة والانقطاع المعهود للكهرباء ، وعلى اثر ذلك قرر العبادي بعد ضوء اخضر من اطراف اجتمعت في طبخة سياسية الى مشروع الاصلاح على اثر اقالة 6 شخصيات هم ثلاثة نوابه وثلاثة نواب رئيس الجمهورية وقد حيا الشعب العراقي هذا المشروع بالإضافة الى بعض القرارات التي ستطبق لاحقا .
مشروع خلاص
مشروع طرحه المرجع الصرخي قبل هذه التظاهرات عندما احتدمت ظاهرة داعش في العراق مع الوضع الخدمي المتردي وجاء من احدى عشرة نقطة ابرزها حل الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة مؤقتة تدير شؤون البلاد تحت خيمة الامم المتحدة واخراج ايران من اللعبة نهائيا .
وهنا لابد من الاشارة ان الفرق بين المشروعين هو فرق جوهري ، فمشروع العبادي لا يخدم العراق بل هو مشروع يراوح في مكانه وهو ترقيعي هدفه الاساس امتصاص غضب الشارع العراقي الى وقت معلوم ، اذ ان الفساد والسرقات تبقى كما هي بل هذه المرة ستكون تحت عباءة المرجعية وهذا من اخطر انواع الفساد فاليوم اصبحت مرجعية النجف الاعلامية هي التي تتخذ القرارات المصيرية في حياة الشعب العراقي ، والى الان مرجعية النجف لا يمكنها الطعن بالعملية السياسية بل تدور حول اشخاص عزلوهم من المناصب الحكومية لا يعني شيئا ما لم يكن هناك عقاب جماعي للفساد والجرائم التي اقترفوها ، وكيف لقضاء اعرج بقيادة مدحت المحمود الذي اكل الدهر عليه وشرب وجاء تعيينه من قبل بول بريمر ان يكون قضاءا حياديا مستقلا يطبق الاحكام على رؤوس مهمة في العملية السياسية ؟؟
اذن لا فائدة من تغيير بعض الوجوه او تقليص الحمايات او مراجعة العقود وملفات الفساد ؟ مادام الدستور البرايمري هو النافذ والارادة الايرانية متغلغلة بين اروقة الدولة والاحزاب نف الاحزاب وتسير على نفس المنهج والسياسية في الاقصاء والتهميش وموالاة غير العراق والفساد والسرقات ؟؟
بينما مشروع السيد الصرخي هدفه الاساس محو العملية السياسية من حاضر العراق واستبدالها بعملية اخرى تكون تحت اشراف الامم المتحدة مع اهم خطوة وهي اخراج ايران من هذه اللعبة لأن ايران اليوم لها اذرعها بأزلامها السياسيين في العملية السياسية .
ان هذا الالتفاف على ارادة الجماهير لابد من توظيفه في حل ازمة العراق نهائيا لا ان ندور في دائرة مفرغة ، فمشروع السيد الصرخي هو عبارة عن التغيير الجذري الحقيقي ومحاسبة المقصرين والمفسدين والسراق والعملاء . ونحن ننتظر ماذا سيعمل الشعب العراقي ان بقي الحال كما هو او ان هذه الغضب الشعبي سينتهي تحت مقصلة ارادة المرجعية (مرجعية الساسة في التناطحات الشخصية والفئوية) .