نسرين المسعودي
يا وجعا أخفيه بين الفواصل
و أمضي….
شريدة ….بلهاء لا أعرفني ..
أرعى بقايا القصيد هناك…
غنم جائع على ضفاف الوادي
و الأرض خيبتي المثمرة
تغرس أنفاسي
شجر زيتون حزين
يملأ ذاكرتي بعرائس الطين
غجرية ظلمتي حافية الوحشة
تراقص الماء …تغرقه في الماء
تنسج الضوء … ترتقه في الظلام
راعية الأبقار …غريبة الديار
الوحل يخيط النعال
و الطريق مجعّد الشعر كثيف الضباب
أمضي… بوشاح أسود ثقيل
و يسكر السهل من صمتي
القمر الحزين ميعاد عواء السباع
و أناملي خرير الليل
أمطار تٌعانق الأغصان , تضمّد الرمال
تشيرإلى الشمس بأصابع خرساء
بيتي قشة نجاة وحيدة ,أعود إليه كل مغيب ..
كلوحات الجدار أثبّت ارتجافي
متعبة أنا ….
و حسن الظنّ مأساة
هذا العالم وحش لا ينام
يفترس الحياة ,لا ينتظرنا
حتّى نكبر
يقسمنا كأعواد ثقاب عجاف
تستهلكها النيران
هذا العالم المسرع …
كالسرطان
يخيط الأكفان بالأحلام
يرصفنا كقصب السكّر يقذفنا في أباريق الشاي المغليّة
سكينة المقابر مشانق البوح
لا شيء ينطق سوى الحرمان
راعية الأبقار
أنا شريدة
أروّض النكبات
سياط الريح تعزفني
والعالم حولي لا ينتظرنا