كُنْ رافداً في تعظيم ( النهر ) ..
سالم أسماعيل
نخطأ إذا تصورنا بأن الديمقراطية نصب يمكن نصبه في مكان بارز في الأقليم للقول بأننا ديمقراطيون حد النخاع ونخطأ أيضاً إذا قلنا بأن النخبة ديمقراطيون وهذا يكفي للقول بأننا للديموقراطية ماضون من أوسع أبوابها لأن الذي يحق له التصويت في الانتخابات ليسوا كلهم نخبة ، فهم من كل المشارب والمستويات الثقافية المتفاوتة أو قلنا لدينا أحزاب ديمقراطية وهذا يكفي أن نسير على سِكَّتها بأمان ، ونخطأ إن قلنا إننا بأمان وكذلك نخطأ إذا قلنا بأن الأقليم محصن من تدخلات الآخرين ، ونجاحنا في الديمقراطية بالدرجة المعقولة لا يكفي للقول بأننا في الديمقراطية الكاملة وإنما في الديمقراطية التكوينية ، كُلُّ هذا لا يكفي فهي ممارسة وثقافة وتعلم وتحتاجُ إلى الحرث ونبتة لابد الأهتمام بها مثلما يهتم الفلاح بزرعه وبخلاف هذا تتحول ممارستها إلى ضرب من الاوهام والمغالطة وستظهر بين فترة وأخرى مَطَبّات ورأى مختلفة الهدف هو البحث عن أنجع السبل للخروج من تلك المَطَبّات بأقل الخسائر وربَّما بدونها وأحياناً الآخر يُدخلنا في مطبات مصطنعة والنقاش الطويل والحوارات العديدة أفضل بكثير من الخطوات الارتجالية والخاطئة ، وما يحسب للأقليم هو إن مجتمعه متجانس الى حد بعيد والولاء فيه للكودايتي لا للطائفة أو الجماعات الأثنية أو ثقافية أو توجهات فرعية وإن كانت حزبية وهذا يعني إن الديمقراطيّة في الأقليم فرص نجاحها أكثر من تلك التي تجلب الاخفاق نتيجة لأسباب فأبتعدوا عن الديمقراطية التوافقية لأنها فصلت لشعوب متعددة القوميات لكي لا تنشأ دكتاتورية الأغلبية على الآخرين وإنما نحن شعب واحد . إن الأقليم هو الآخر كان جزء من منطقة عاشت قرون بعيدة كل البعد عن الديمقراطية وكان جزءاً من أمبراطورية غير ديمقراطية لمدة تزيد عن أربع قرون ( الدولة العثمانية ) وهذا يعني إن الأعداد لنجاح الديمقراطية أيسر هنا مقارنة مع مجتمع يعاني الطائفية والإثنية ومتعددة الثقافات وبأحزاب طائفية وعرقية وجديد الولوج فيها مثلنا . لكن نحن أمام أحزاب عليها أستثمار كل عوامل نجاح الديمقراطية وكُلُ بحجمها وتاريخها النضالي وعدم إعطاء الفرصة ولو بحسن نية للآخرين لتمرير أجنداتهم الى داخل الأقليم من خلال أخطاء قد يرتكبوها ( ويمكنني القول إن أعظم الأخطاء هو أن يكون المرء غير مدرك للأخطاء التي يرتكبها )1 علينا أن نشارك المتميزون في إدارة الأقليم وخصوصاً إذا كانوا يحققون الانجازات بمعيّة الآخرين ولو كنّا لا نحتمل تميزهم وأدوارهم الإيجابية في قيادة الأقليم وخصوصا في وضعنا الراهن والخطير علينا أن نراجع أنفسنا وثقافتنا لأننا في مشكلة حقيقية حيث من السهل ان تجلس وتلاحظ وتنتقد لمجرد الانتقاد أحياناً في الوقت الذي مطلوب أن تنهض وتعمل وتشارك لا أن تضع العصي في دولاب العجلة في هذه المرحلة الحرجة الذي نحتاج فيها لمزيد من التماسك وليفكر كُلُّ منا أن يكون رافداً لتعظيم ( النهر ) ، شق الصف الكوردي لا سامح الله ولو بحسن نيّه خطأ جسيم علينا تجنب أرتكابه لأنه ظلم يرتكب من الداخل وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضة من وقع الحسام المهند كما يقال ويكفينا الظلم المحيط بِنَا مثل إحاطة الدائرة بمركزها ، نٓحنُ قد نختلف فيما بيننا وأقصد( الأحزاب ) نتيجة لزوايا الرؤية فيختلف الشكل ، كذلك هي وجهات النظر ولكن يجب أن تكون الحقيقة ماثلة أمام أعيننا بأن هذا الشعب قد تعرض لمآسي جسيمة لقد قُصِفنا بالسلاح الكيمياوي وعمليات الانفال سيئة الصيت وترحيل وتهجير وكذلك قُتِلنا ودُفينا أحياء فلا تنسوا الماضي كي لا ترتكبوا بحق هذا الشعب إساءة مهما كانت بسيطة ، شعب يستحق أن يخدم ويخفف عن آلامه فلا تنسوا آلامه وليكن هدفكم خدمته وإلا سفينة ما بعد ١٩٩١ قد تنتهي الأمور بها على الصخور لا سامح الله أن فشلنا توجيه دفتها هذه حقيقة ولا تنزعجوا منها فهي كالنحلة ، في جوفها عسل وإن كانت في ذنبها إبرة .. قد أختلف معكم في الرأي في مسائل التي أطرحها وقد لا يعجب البعض مِنكُم آرائي ولكنكم لستم أعداء لي ولا أنا عدو لكم .. ولكن من حذركم كمن بشركم لذا أقول لكم لا تحاولوا إبعاد من أثبتت التجارب نجاحه في دست المسؤولية في هذه المرحلة الحرجة وإذا أستمر خلافاتكم في شأن يخص مواطنوا الأقليم أرجعوا اليهم فهم أدرى منكم بمصالحهم ومن حقهم حسم الخلاف طالما الأمر يعنيهم لا تعنيكم كأحزاب بالدرجة الاولى ولكن حذاري أن تعبر الاجندات الخارجية وإن بحسن نية لأن النتائج ستكون وخيمة بمعنى لا تختلفوا لمصالح حزبية ضيقة على حساب شعب الأقليم وأمنه.. هذا الشعب للآن يتعرض الى الظلم من محيطه الخارجي فلا تعرضوه الى ظلم داخلي .. أن القوة التي تضرب بقوة أو بكثرة من الخارج أقل وطئة من ضربات الداخل لأنها تصيب أهدافنا في الصميم .. وضربات المنطلقة من الخارج تقوينا وهي تحديات نستجيب لها بأستجابات بطولية أما الضربات الداخلية تشتتنا وتضعفنا ، ليكن لنا جميعاً مصالح شعب الأقليم خط أحمر يُحرم تجاوزه مهما كانت الأسباب وعليكم بتقديم التنازلات من أجل الشعب فالتفريط بأنجازات الأقليم ايضاً خط احمر فلا تستمروا بالخلافات لمدى غير معقول ، ردوا الامر الى الشعب فهو مصدر السلطات وإن كنّا في مرحلة حرجة من الديمقراطية ولكن شعب الأقليم قادر بأتخاذ القرارات الصائبة لأنه شعب محب للحياة وعلمته مصاعب الحياة الشيء الكثير . طرحت هذا الموضوع نتيجة أستمرار خلافكم على صيغة أختيار رئيس الأقليم فعودوا الى الشعب ليقرر وهو مصدر السلطات في كل ادبيات الشعوب وهذه ( الحقيقة هي الحقيقة وان كان الجميع ضد واحد ).2 فتوكلوا على الله والشعب وبمساعدة المحبين وأستمروا بالمسيرة الظافرة . —————- 1- توماس كارليل 2- غاندي