سامية خليفة
يستوطنُني الألمُ
أجمعُ من روحي الفُتاتَ
أسافرُ عبرَ امتدادٍ
فيغلبُني حنينُ الرُّجوع
إلى جذورِ الذّاتِ
إلى أرضٍ صلبةٍ
تربتُها التّبرُ
ثمارها اللؤلؤُ
كم هي غالية..مباركة
أرض الكرامة!
إرادة الشعبِ وحدها تتكلَّمُ
تخرسُ أصواتَ ضجيجهِم
تترجمُ المواقفَ بنبضةِ مقاومٍ
بصرخةِ ألمٍ
بسلاحٍ يفتك الجور
اسمُهُ الوعيُ
بحبٍّ كبيرٍ يغمرُ
بدمعة فرح تنتصرُ
تخترقُ الغازَ المسيِّلَ
تفتّتُهُ
أبحثُ في صمتٍ
عن ضجيجٍ يوقظُ
روحَ التَّمرُّدِ
أبحثُ عن حبيبي
الرّاكضِ خلفَ ظلِّ وطنٍ
يكادُ أنْ يندثرَ
أشد على يده
فشعارُهُ
الوطنُ أوَّلًا
أبحثُ عن نفوسٍ تاهتْ
لم تجدْ إلا الخَواءَ
كمْ تجرَّدتْ منَ الدُّروبِ
ووقفتْ تحصي خطاها
الممحيَّة
ولم تيأسْ
شيَّدتْ من الأفقِ الجسور
أنبشُ في مدافنِ الماضي
عن قصصٍ
عن جديلةٍ
عن باحةِ دارٍ
وألعابٍ
لأجدَني أنا الوطن
كم تأخَّرتُ حتّى عثرْتُ على ذاتي التّائهةِ!!!
القلمُ بيدي أسيرٌ
اطلقُ سراحَ الفكرِ
أخطُّ حلمًا شفيفًا
خاليًا منَ الضَّبابِ
خاليًا من دخانِ حريقِ الخيباتِ
مشعًّا بالنّورِ
مزركشًا بالأزاهير
وأجنحُ في الحلمِ إلى لقاءٍ
مع ذاتٍ جديدةٍ
مع وطنٍ هو أنا
هو نحنُ
هو كلُّنا للوطنِ
لأدرك أخيرا أننا
كلنا الوطن.