قيامـــة الطيــــن
______________
لن ينتهي كُل شيء
أصبو إلى مَسيري ، مسير سنوات الطين والسَنابل
هم يَروني من ثقبِ العين الأسود
وجها مهجورا تُسيره أسلاك شائكة
متخمة أنفاسي برائحةِ الضفاف اليابسة
ما كانوا يعلمون أن قاربي مُهر جامحٌ
سرجه الشمس وفي الأفقِ سحابة مجنونه
أجسَاد الطين حصادُها العشب والمواويل
جدي يجمعُ السنابل وأنا أجمع أضلاع القحط
ثكنات القَصب المُجفف تأوي عصافير الجنوب
تطعمُ الشتلات لجياع البؤس المُزمن
نرحلُ ويرحل الزرع لاهثا صوب الأنفاس
آه ما أقسى الفصول حين تشد الرحال
مثل عيون المُدن النائية
شهقتُ بساحاتها أرتعد كالبرق ولم تَستفيق
ما كنتُ كأس سم وأنا الرجل الطيني
في ميسان علموني الشهيق والحروف
والقادم ما كان التواءً بل كان غُصناً
أعشق الجميع وجيوب قميصي ملتقى الأرض
أكتم صوتك وزرع طُرقاتي عَطش المَلذة
سومري أنا أجهل العثرات
خيولنا أعنتها تُغني بفمِ القتيل
وشرق الأرض حوافرها
ما لها خيولنا العربية ، سروجها مقبرة
طلقها الفرسان وعقرت أنوثتها
مدينة الضفاف تسكب النعاس
تراقب عيون الليل
فساتينها الريح والغبار
حين غشانا الظلام خلف جدران الخوف
ما كانت بنادقنا من فخارٍ ..
( حفيظ ) حمل الضياء ليكشف العورات (1)
(ثورة الرشاش ) كانت ثورة خبز (2)
شعارها الوطن و الطين والطاعون
لا تَصمت ، هذا القادم بلا جلد
وطن يمكثُ بفمي ندائه يملأ الفلوات
لمنْ أُخاطب وفمي يَلهثُ بالغربةِ
شاحبة مفاتن الزَهر
أمدُ يدي يأتيني الرحيل
سومريٌ أنا وحضارتي أليفة
أحذيتي الممزقة وبُكائي
قيامة الماء والطين
لن تسقط في أزمنة الزمان
ولن يجتاحهـــا جُراد القَهر والقَفْر..
………………………….. قاسم وداي الربيعي ………..بغداد 2016…..
______________________________________________
(1) حفيظ فهو ليس إلا أشان أو تل وجزيرة صغيرة متخيلة فيها الكثير من الكنوز والأحجار الكريمة ، تحرسها المخلوقات الماورائية الطنطل “الجن” التي قد تتمثل على هيئة شبيهة بالإنسان، ويعتقد البعض أن مُلك سليمان مدفون بهذه البقعة وهي على هيئة جزيرة صغيرة تظهر أحيانا وتختفي أحيانا أخرى . وتقع وسط أهوار ميسان ومعروفه هناك بحفيظ
(2) وهي انتفاضه قادتها العشائر ( آل ازيرج ) ضد الإقطاع وذلك في الشهر الثامن عام 1952وسميت بثورة الرشاش
قيامـــة الطيــــن
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا