ثار كلام كثير عن مخاطر ميناء مبارك على
الموانئ العراقية الحالية والمستقبلية، ومنافذ العراق البحرية والخطوط الملاحية، لكن شيئاً مهماً غاب عن رؤية جميع من تصدى للكتابة عن مخاطر ميناء مبارك.
وفي النقاط المكثفة التالية، سأحاول عرض المخاطر المستقبلية لهذا المياناء، على ثروات العراق الغازية في جنوب العراق، وفي البصرة تحديدا.
1. الغاية الاساسية من انشاء ميناء مبارك، ليس مجرد انشاء ميناء لأغراض النقل البحري فقط، بل ان تلك الغاية هي الاستحواذ على المكامن الغازية في جنوب العراق.
فمحافظة البصرة، ومن ضمنها الكويت، ارض حقول نفطية وغازية بلا منازع، وحقول الغاز بالتحديد هي السيبة وخوري الزبير والعمية، تحتوي على كميات هائلة جدا من الغاز الطبيعي تقدر بملايين المقامق ( مقمق= مليون قدم مكعب قياسي=SMCF) .
انشأ في ثمانييات القرن الماضي في خور الزبير اضخم مشروع للغاز من استثمار بمليارات الدولارات من قبل شركة يابانية، وكان يصدر غاز على شكل بلورات ثلجية، وهو أضخم مشروع في الشرق الاوسط، في حينها، غير انظروف الحرب العراقية– الايرانية اضطرت العراق والشركة اليابانية لإهماله، لخطورته لانه يعتبر قنبلة ذرية موقوتة، وهو متروك حتى الان.
عند الاحتلال الامريكي للعراق، نلاحظ ان الوزارة الوحيدة التي لم تتعرض للقصف او السرقة، هي وزارة النفط حيث مهد الامريكان الطريق للاستخبارات الكويتية ودعموها للسطو على وزارة النفط، وسرقة كافة الوثائق الخاصة بالحقول النفطية والغازية والاحتياطات السرية، بدعم وتخطيط من الشركات النفطية الامريكية.
ميناء مبارك هو مخطط امريكي، لانه وكما هو معروف فإن الحروب القادمة هي حروب غاز ومياه.
الميناء مجرد واجهة دعائية والغرض، كجدار اسرائيل، لحماية نفسها ولسرقة الغاز بهدوء وبمساندة الامريكان.
وعن قصة الحدود المشتركة، والمساعي الكويتية لسرقة النفط العراقي، عبر اسلوب الحفر المائل، يشرح الخبير النفطي الاستاذ فارس الشيخلي، الموضوع على النحو التالي:
في العراق هناك ثلاث طبقات او طيّات نفطية ممتدة ومتصلة مع كافة الدول المجاورة للعراق، وهي :-
· طبقة مشرف، وهي منتشرة داخل العراق ولها حقول نفطية وغازية خاصة بها بداخل العراق.
· طبقة رميلة، وهي طبقات صخرية منتشرة وممتدة من داخل العراق ومتصلة مع الكويت والاردن والسعودية، وتحتوي على مكامن نفطية وغازية، وانحدار هذه الطبقة باتجاه الدول المجاورة المذكورة اعلاه، وهذه الدول اذا استثمرت الحقول الموجودة في الطبقة، فسوف تستفيد اكثر من العراق، وحسب ضخامة المنشآت النفطية المقامة من قبلها، فما هو داخل حدود العراق، هو من ثروات العراق، وما هو في خارجه هو من ثروات الدول المجاورة، ولكن الدول المجاورة اذا رأت ضعفاً وتهاوناً اوهناك مافيات نفطية تتفق مع الدول المجاورة تتم السرقات المبرمجة، وذلك باستخدام الحفر الاتجاهي(DIRECTIONAL DRILLING) وهذا ماتقوم به الكويت بصورة مستمرة لوجود من يساعدها على ذلك من داخل وخارج الراق، فهي تسرق من ثرواتنا سواء كانت نفطاً اوغازاً، وسابقا كان صقورنا الاشاوس يراقبون ويكشفون هذه التجاوزات ولم يتجرأ أحد على الاستمرار في السرقات النفطية والغازية في حينها.
· الطبقة الثالثة والمهمة، فهي طبقة ازمري او اسمري، وهي ممتدة من العراق ومتداخلة مع الحدود الايرانية، ولكن انحدار هذه الطبقة باتجاه العراق، وقد أنشأ حقل البزركان في السبعينيات، والذي عملت فيه مع شركة ELF الفرنسية لمدة خمس سنوات، ومن مواقعه الفكة الشمالي والجنوبي وابو غرب الشمالي، الذي تدعي ايران انه عائد لها.
والمشكلة تكمن في وجود عشرات العصابات والمافيات التي تساعد ايران على السرقات النفطية والغازية، وكثير منهم من داخل البرلمان والحكومة العراقية، مع الاسف الشديد.