عالم حقير ..
اردلان حسن
قد يصف البعض العنوان بالكفر لأن الله خلق هذا الكون وبصراحة بتّ لا اهتم بذلك ، لكثرة ما نرى من كذب ورياء وحقارة وعنف وقتل وتهديم واغتصاب وحروب باسم الامن القومي تارة وباسم الحفاظ على السلام والديمقراطية احياناً وقتل ابتسامة اطفال في العراق وسوريا واليمن ومحاربة اقليات في بورما والصين وووو طالما كانوا مسلمين بحجة محاربة الارهاب، مع التأكيد بأن المسلمين يتحملون جزءاً غير قليل من المسؤولية .
يبدوا لي في هذا العالم الحقير بل انني اصبحت متأكداً ان الدول القوية التي تسيطر على هذا الكون اقتصادياً وسياسياً ، ارغمت العالم بأن تشاهد اسلحتها الديمقراطية تقتل الشعوب في الدول الضعيفة بل تجعل الناس تصفق لحفلات شواء اجساد الاطفال وكأننا في احدى مهرجانات المجتمع المخملي المليء بالجعة والاطايب من الاكل وحسناوات من كل صنف ونوع .
عالمنا هذا تافه لحد الدهشة ، عندما تجد من يصف شرذمة العهر الداعشية باسم ( تنظيم الدولة الاسلامية ) بينما ان اشرفهم لم يكن غير ( قواد ) يقف امام احد ملاهي باريس او لندن او احد مدن المغرب العربي والباقون عراقيون وسوريون باعوا عرضهم وشرفهم وانسانيتهم من اجل حفنة من الدولارات او طمعاً في سلطة او جاه لطالما حلموا به لأنهم جاؤوا من بيئة تشبه اخلاقهم وافكارهم و يريدون ان يصبحوا من القادة ولكنهم لا يعرفون طريقاً غير الشر ، في المقابل نجد الطرف الثاني لا يعرف هل يقاتل ام يهادن ، هل انه طائفي او لا ، تائه لا يجد تعريفاً لهويته التي ضاعت عن طريق احزاب شريرة القت بعبائتها الدينية المزورة عليه وجعلت عليه الطريق أشبه بلغز لا يستطيع فكه ابداً في ظل تفشي الجهل والظلام وعودة موروثات شعبية لا تتلائم والحياة المعاصرة رغم دناءة هذا العالم الحداثي .
عالمنا مضحك جداً لحد ان جورج بوش الابن ( تقريباً ) اغبى رجل في هذا الكون منذ تكوينه ، اصبح رئيساً لاقوى دولة في العالم في وقت اصبحت لشركات السلاح والادوية والنفط والبنوك في بداية الألفية الثالثة سلطة تفوق كثيراً سلطة الكثير من دول العالم وبما ان الغبي لم تكن لديه اية نظرية يواجه بها المخاطر بل كان يعتمد كلياً على احلامه التي يرى فيها اشارات ربانية لفعل شيء ما او على بعض اشخاص قمة في الدناءة والسفالة وتمعن في قتل البشرية سواء بالحروب في الشرق الاوسط او الادوية الفاسدة في افريقيا ونشر كافة انواع الامراض او تدمير اقتصاد دول وتعريض المليارات من البشر لخطر الافلاس ، المضحك في الأمر وكأن غباء جورج بوش الابن لم يكن كافياً فارسل لنا الرب شخصاً يفوقه في الغباء السياسي ومجرماً اكثر منه وفاسداً مثل نوري المالكي ليكمل ما بدأه من مواجع ومآسي اخلفت في العراق نواحاً اكثر وتدميراً اكبر .
لو كنت الرب لجعلت الشمس لا تشرق الى يوم لا نرى فيه طفلاً يبكي من الم فقدان اب او ام او اخ او اخت او بعضاً من جسده ، لو كنت الرب لاشعلت النار في عقول بعض الاشرار مع اموالهم ولسلطت عليهم الريح واذهبت بارواحهم لجنهم خُلِقٰت من اجلهم ، لكنني سعيد جداً بأنني بشر عادي ولست الرب فأنا لا اقبل بالظلم ابداً .