باستخدام هذا الموقع، فإنك توافق على سياسة الخصوصية وشروط الاستخدام.
Accept
مجلة معارجمجلة معارجمجلة معارج
  • مقالات
    • مقالات ثقافية
    • مقالات سياسية
    • مقالات متنوعة
  • شعر
    • شعر الشعبي
    • شعر عربي
    • شعر مترجم
  • حــــوارات
  • دراسات
  • الزاوية الأسبوعية
  • متنوعات
    • أقلام ملونة
    • ثقافة كردية
    • قصة قصيرة
  • راسلنا
بحث
المزيد
  • راسلنا
  • المفضلة
  • تخصيص اهتماماتك
  • الاتصال بنا
Reading: شعرية القص … بين انغلاق الدلالة وانفتاح العوالم
نشر
تسجيل الدخول
إشعار عرض المزيد
Aa
مجلة معارجمجلة معارج
Aa
بحث
  • الصفحة الرئيسية
  • الزاوية الأسبوعية
  • دراسات
  • حــــوارات
  • شعر عربي
  • مقالات سياسية
  • مقالات متنوعة
  • مقالات ثقافية
  • قصة قصيرة
  • أقلام ملونة
  • ثقافة كردية
  • راسلنا
  • تخصيص اهتماماتك
  • المفضلة
  • الاتصال بنا
هل لديك حساب موجود؟ تسجيل الدخول
تابعنا
  • من نحن
  • الاتصال بنا
  • تخصيص اهتماماتك
  • المفضلة
© 2022 Foxiz News Network. Ruby Design Company. All Rights Reserved.
مجلة معارج > دراسات > شعرية القص … بين انغلاق الدلالة وانفتاح العوالم
دراسات

شعرية القص … بين انغلاق الدلالة وانفتاح العوالم

محمد مهيم
آخر تحديث: 2019/03/16 at 3:05 مساءً
محمد مهيم
نشر
21 دقيقة للقراءة
شعرية القص … بين انغلاق الدلالة وانفتاح العوالم
نشر

أما قبل :
فإن المتأمل ، اليوم ، للوضع الاعتبار للقص ، تنتابه بعض التساؤلات حول هويته مصيره وعلاقته بباقي الأجناس الأدبية الأخرى … بدءا بهوية اللحظة التاريخية التي يمر بها اليوم . فهل فعلا خبا نجم القصة ، وبمختلف أشكالها ، لأنها فقدت مبررات الوجود ؟ أم لأنها لم تعد فنا متميزا باستقلاله التجنيسي ، ورؤيته المتفردة التي يعجز كل فن آخر عن القيام بها ؟ أيعود ذلك إلى قصور المقاربة الكلاسيكية ، ” التي تتخذ ، آن مقاربتها للنص ، وضعية ما ، تقوم من خلالها برصد ما يميز أو يعيب النص سواء في متنه أو في مضمونه ، ولعل ما يميز الدرس التقليدي هو ذلك الإسقاط الخارجي الذي يمارس على النص ” (1) مما جعلها تفقد قدرتها على توصيف ” الخطاب الجديد ” الذي نشأ تبعا للتحولات التي شهدتها الحياة المعاصرة ؟ أم إلى عجز شعرية القصة على مسايرة الذائقة الأدبية …؟
حول الشعرية :
تجدر الإشارة إلى أننا لا نقصد ، في هذه المقاربة ، حول شعرية القص ، الشعريةَ بوصفها أسلوبا للتعبير أو التصوير حيث ” يضطلع النص السردي بجماليات الواقع ( …) التي تسهم في إثرائه من خلال شعرية (2) الواقع ” ، أسلوبا تستمد القصة أصوله من حرم الشعر … بل باعتبارها إحدى الآليات التي تسعى إلى اكتشاف وكشف الأسس الهيكلية لهذا النوع الأدبي أو ذاك ، وكيف يحقق وظيفتيه الاتصالية والجمالية ، أي البحث في قوانين الإبداع الفني في كل الأجناس الأدبية .. لأنها ترتبط بفضاء النص لا بخارجه ، بحثا عن أدبيته ، فهي لا تحاول تسمية المعنى ، وتَتًبع مسارب الدلالة كما تفعل المقاربة السيميولوجية ، بل إلى معرفة القوانين العامة التي تنظم ولادة كل عمل أدبي . لذا فكل ما يعتري الخطاب الأدبي من تحول ، تبعا للظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية … لا بد أن يمس أدبيات الشعرية ، لأنها تستنتج قوانين النص من النص ذاته . إنها نوع من ” الميتالوغة ” . فهي ليست بحثا في المعنى أو الدلالة ولا حتى في الأساليب البلاغية .. يقول تودوروف : ” ليس العمل العمل الأدبي في ذاته هو موضوع الشعرية ، فما نستنطقه هو خصائص هذا الخطاب النوعي الذي هو الخطاب الأدبي “. ( 3 ) . وإذا كانت الشعرية استقصاء للقوانين العامة للأعمال الأدبية ، فإن المقاربة السيميولوجية للخطاب ( 4 ) ، تعد أقرب المناهج إلى الشعرية ، بوصفها تعتمد رؤية حديثة في توصيف العمل الأدبي ، والوقوف على كيفية إنتاجيته ، قصد استكشاف الأبعاد الجمالية الكامنة وراء كل تجربة إنسانية متميزة في المجال الأدبي … كما سيأتي مع شعرية الانفتاح . حول القص : فمبدئيا كل الأجناس والأنواع تتعرض للتحول والتغير تبعا لظروف الحياة … ذلك” أن النظريات التركيبية تمنح لأحداث اللغة أهمية أولى ، ولكنها تنسى في أغلب الأحيان تأثير الأنواع حيث تندرج أحداث هذه اللغة ” ( 5 ) ، لأن أزمة أي فن تنشأ حين تبدو عليه إرهاصات التراجع والتدهور نتيجة تحولات حادة وصادمة أحيانا ، تطرح تساؤلات حول جدواه في الحياة ، كما حدث للقصة حين ظهور التيكنولوجية الحديثة بكل أطيافها …فكما هو متعارف عليه في أدبيات الإنتاج الأدبي ، فإن القصة في العالم العربي ، قد مرت بثلاث مراحل كبرى : ــ أولها مرحلة التأسيس ، احتكاكا بالأدبيات الغربية ، وارتباطا بأصول التراث العربي ، حيث تم العمل على بلورة نوع من خصوصيات الإنتاج . ــ ثانيها : مرحلة النضج والإبداع جعلت من القصة فنا راسخا … اعتبرت مرحلة المتعة الفنية ودورها في الحياة .. ــ ثالثها مرحلة محاولة امتلاك أسس هذا النوع من الفن … فخلال هذه المرحلة ظلت القصة محافظة على شعريتها الكلاسيكية المتمثلة في : بداية ….. وسط …… نهاية .. حيث التمهيد يليه تأزم الموقف أو ظهور مشكلة ما ، فيعمل الوسط على بلورت حدث بسيط ، تنجزه شخصية بسيطة ، يتخذ مسارا خطيا ، ثم يتطور حتى يبلغ ذروته ، مستغرقا بذلك بساطة الحبكة والحبك ، لتأتي النهاية كلحظة تنوير أو حل لإشكالية المقدمة … ومن ثمة يصبح تأزم النهاية أو حلها قد تم التأشير عليه في معطيات البداية … فرغم تنويع الأساليب ، تبعا للحس الفني لكل قاص ، واختلاف أنماط السرد ، وكذا تعدد التيمات ، فإن اللغة المباشرة ظلت تحكم تشكيل الشخصية عبر آلية التقرير مع احتشام في توظيف العرض والتمثيل … لذلك اعتبرت القصة الكلاسيكية حكايةً مغلقة ، ذات نواة مركزية تنميها سيرورة الحدث … وفي هذه المقاربة سأحاول ، في استجلاء ثوابت شعرية الانغلاق ، التركيز على علمين في القص المعاصر ، هما نجيب محفوظ ، من خلال مجموعته القصصية ( قصص قصيرة ) أ ، وعلي الطهطاوي عبر مجموعته : ( قصص من الحياة ) ب. أما شعرية الانفتاح ، فسيتم التحادث مع عملي كل من القاص حيدر حيدر والقاص المغربي نجيب الخالدي من خلال أضمومة الأول : ( الوعول ) ج ، والثاني : ( رشفات الوجع ) د . ــ شعرية الانغلاق : ــ نجيب محفوظ ” الصعود إلى القمر ” : فنجيب محفوظ الذي يعد من رواد القصة ، تعتبر قصته ” الصعود إلى القمر ” ‘ التي استهل بها هذه المجموعة تمثيلا بنيويا لشعرية الانغلاق الكلاسيكية ، ونموذجا إنتاجي لباقي قصص المجموعة ، وإن اختلفت الظواهر الإنسانية التي يعالجها .. ففي هذه القصة طرح للتوتر والصراع الذي كان قائما بين الأصالة والمعاصرة ، الأنا والآخر ، حيث يتحسر السارد … في البداية ، على استبعاد دور التراث من الحياة المعاصرة … يقول السارد : ” تم الهدم وبقيت الأنقاض . تجلت أرض البيت القديم مساحة مربعة في الفضاء ، خالية من أي معنى وبلا رموز ” . ووسط يطرح مواجهة حادة بين رموز الأصالة وإغراءات المعاصرة من خلال حوار بين السارد والمهندس العصري : وقلت للمهندس وهو صديقي أيضا : ـ انظر كم هو صغير . فقال وهو يتأملها متفكرا : ـ كان فيها الكفاية لإيواء أسرة ما شاء الله كبيرة . ( …) قلت لك أنني لا أفكر في ذلك . ــ ولكن ما تفكر فيه خيال خارق ، إليك مشروعا طريفا ومفيدا ، أن يبنى مشربا لبيع العصائر والحلوى ( …) ـ فكرة طيبة ولكنني لم أقصد إلا تنفيذ ما في رأسي . ـ إنه خيال أشبه باللعب . ـ فقلت في إصرار : أريد أن أعيد البيت القديم كما كان أول مرة دون تغيير ، حاذفا بذلك الزمن من الوجود (…) ما أريد إلا أن يرجع البيت إلى أصله . ـ تم كل شيء كما تريد أرجو ألا تندم . أما النهاية فهي ، طبعا ، تنتصر لمعطيات البداية : ” وصحت فيمن يرافقني ” انظر ” وأشرت إلى لون المساء الهابط على الحي من خلف القباب والمآذن . وطلع البدر في خيلاء من وراء البيوت العتيقة ، فتطلعت إليه في شغف . ” فكل الوحدات السردية التي تم توظيفها ، سواء على مستوى البداية أو الوسط والنهاية ، تعتمد كل منها على مؤول مباشر ” لأن عناصر تأويله ليست سوى ما هو معطى داخل العلامة بشكل مباشر ” ( 6 ) ، و لها إحالة مرجعية ترتبط تارة بالأصالة ( ــ الأنقاض ـ البيت القديم ـ البيت العتيق البدر الطالع )وأخرى بالمعاصرة … ( ـ المهندس ـ المشرب ـ العصائر ـ الحلوى ـ… ) . ــ علي الطهطاوي ( قصص من الحياة ) : وكذلك هو الشأن بالنسبة لمجموعة علي الطهطاوي ( قصص من الحياة ) ، التي تركز بدورها على أحداث ذات أبعاد اجتماعية وسياسية وثقافية … ، محافظة بذلك على نسق شعرية الانغلاق كما في قصته ‘ اليتيمان ‘ التي تتناول حياة يتيمين فقدا أمهما ، فدمرت حياتهما قساوة الأب وغطرسة زوجته …. فكما أشرت البداية ، في هذه القصة ، على إرهاصات ضياع حياة الطفلين ، فإن ذلك سيحدث فعلا في نهايتها . يقول السارد في مستهل القصة …. في البداية : ” أَحسّ أنه لم يفهم شيئا مما يقرأ وأن عينيه تبصران الحروف وتريان الكلم ، ولكن عقله لا يدرك معناها . إنه لا يفكر في الدرس ، إنما يفكر في هذه المجرمة وما جرّت عليه من نكد وكيف نغصت حياته وحياة أخته المسكينة وجعلتها جحيما متسعرا . ” وبعد استعراض الوسط لأحداث درامية تعرض لها الطفلان في صراع مع الأب وزوجته … يتم صوغ للنهاية كنتيجة للبداية أيضا : ” وقرأ الناس في ضحى الغد إن العسس وجدوا في المقبرة طفلة هزيلة في السادسة من عمرها ، وولدا في الرابعة عشرة ، وقد حملا إلى المستشفى ، لأن البنت مشرفة على الموت ( …) أما الغلام فهو يهدي في حمّاه ، يذكر الامتحان والدفتر الأسود وأمه التي تناديه … والمرأة التي تشبه الأفعى .” فكل العلامات ، هنا ، بدورها تعتمد الإحالة المباشرة بين الدال والمدلول مع التركيز على درامية الحدث قصد التأثير في أفق انتظار المتلقي . ــ شعرية انفتاح العوالم : ــ غير أننا نمر ، حاليا ، بمرحلة رابعة ، وإن تعددت فيها أنماط القص ( قصة ــ قصة قصيرة ــ قصة قصيرة جدا ــ ..) تدعو إلى تساؤلات حول ماهية القص ودوره في عالم يتسم بالسيولة الزمنية ، وتهيمن عليه وسائل اتصال واسعة متعددة ومعقدة … و من المفارقة ، أن نلمس في هذه المرحلة نكوصا في الإنتاج القصصي ، بينما تعد فضاء قصصيا بامتياز ، لأنها مرحلة عالم الحالات والتحولات ، والانكسارات ، وتمزق الهويات والجماعات ، عالم عزلة الفرد وإن تعددت وتنوعت فيه وسائل الاتصال وسبله وكلها من الأمور الأساس في تخصيب مسارات تحبيك الرؤية . إذن فالظروف التي أنتجت القص لا زالت مستمرة وبشكل أكثر حدة … ومن الغريب ألا تحدث تحولات في مسار تلقي شعرية القص انسجاما مع صيرورة الواقع … وكذا في الذائقة الأدبية ، لأن ” النص الأدبي لم يعد مجرد واحة يلقي القاريء بجسده المترهل على عشبها طلبا للراحة والاسترخاء ” ( 7 ) ، بل تحول إلى آلة كسولة على حد تعبير أمبيرطو إيكو ..تستفز أفق القاريء … لذلك كان لا بد أن تتغير مجموع التوقعات التي ينتظرها المتلقي ، بانبثاق إرهاصات شعرية جديدة لما أصاب أنماط الإنتاج القصصي من حالات القلق والتردد استفزازا لفضول القارئ ، وتحديا لمغامراته عبر تجارب إنسانية حديثة تتغذى على التحولات التي شهدتها الحياة المعاصرة ، فتغيرت معايير و قواعد التعامل مع هذا الفن ..حيث ظهرت تجارب قصصية على مسار الوطن العربي ، تحاول ارتهان المرحلة … فلم تعد اللغة تتسم بالوضوح بين الدال والمدلول ، وغابت الإحالة المباشرة بينهما ، وأربكت المقدمة المتلقي وكذا النهاية ، مع انفتاح عوالم الوسط ، وأصبح للعلامة السيميولوجية دورا أساسا في إنتاج الدلالة ، بحكم هيمنة عصر الصورة ، معتمدة على حركية التأويل ، بعد ما كان مباشرا . لأن القص الحديث بمختلف أنماطه يلفه الغموض والنقص ولجوء القاص إلى دينامية الفراغات و تمنع الفجوات ….أصبحت سيرورةُ الحبكة تقول عبر مسافة الصمت والخفاء … اعتمادا على علاقات التجاور ، والإيجاز وتكثيف الخيال ، تحاول الإمساك باللحظة العابرة التي تؤطر أي ظاهرة إنسانية عبر سيرورة الحدث …. تبلور أسئلة ولا تقدم إجابات مستفزة ذائقة المتلقي .. حيدر حيدر / الوعول : كما هو شأن المجموعة القصصية ” الوعول “لحيدر حيدر ، التي تصدم بداياتُها المتلقي بحبكتها الشاعرية عبر تكثيفها للعلاقة بين الدال والمدلول ، تحولت على إثرها العلامة اللسانية إلى علامة سيميولوجية ، تعتمد في الإحالة وإنتاج الدلالة على معايير جديدة من خلال علاقات التجاور وكذا مسافة التناص ..متجاوزة بذلك معايير شعرية الانغلاق . ” لأن شعرية ‘ العمل المفتوح ‘ كما يقول بوسور تحاول أن تعطي أهمية ل ‘ أفعال الحرية الواعية عبر المؤول ، وأن تجعل منه المركز الفعال لشبكة من العلاقات لا تنتهي ” ( 8 ). يقول السارد في بداية قصة ” الوعول ” التي تعنون المجموعة : ” وأرى في المنام أني أذبحك . وبخروج الدم يخرج ألمي ، يتسع صدري للرياح . الآن أستطيع تمثل الأكسجين في دمي المغتسل بدمك . والآن تموتين كما يحق لعاشقة خانت أن تموت ” ص 7 . فهذه الوحدات السردية…( الدم / الألم ) ( الرياح / الأكسجين ) … العاشقة ؟؟؟ سيكون لها دور كبير على مستوى تلاحم الخطاب وانسجامه ، لأن ” الملفوظ من هذا النوع ــ وكيف ما كان شكله اللساني ــ يؤسس وظيفة ، إذن ، أو وحدة ًسردية ” (9)، فقد تحولت إلى علامات محملة بالدلالة ، تنفتح على عوالم ممكنة عبر الرؤيا والتناص من ناحية ، وبنية التجاور من ناحية أخرى ” تعتبر عنصرا داخل سيرورة دلالية ( 10 ) . تتماهى دلالتها بين صور عدة ، حسب تطور مسارات الحدث عبر بنية الوسط حيث تم التخلي عن علاقة السببية والتسلسل المنطقي لصالح التجاوز والتقابل مع استغلال عنصري التمثيل والتصوير . يقول السارد بعد تنويع مسارات الأحداث والفضاءات وتحولات الأزمنة : ” تموتين إذن أتحرر (…) ها أنذا أعود إلى أصلي الأول : الطبيعة … تعودين إلى أصلك المشرحة .. ” ص 47 . أما الخاتمة ، فإنها تتحول بداية للنهاية ، باستفزازها لأفق انتظار المتلقي ، دافعة به إلى حالة من اللاستقرار وعدم اليقين .. لا تقدم لا أجابة .. ولا تنويرا أو تعليلا ، بل تتركه أسير الحلم وبنية الترميز ، كما البداية ، من خلال انفتاح الدلالة مرة أخرى ، مورطة المتلقي في اللعبة السردية مع الإمساك ، طبعا ، برحم الرؤيا الذي يعضد مسار الدلالة ، حفاظا على انسجام الخطاب . يقول السارد : ” كان هناك خلل ما في بوصلة التوجه أو خطأ في تركيب الدم أودى إلى هذه الصدمة . آه . لا بدأن المشهد كله كان عاريا وفاجعيا ورمزيا بما فيه الكفاية ” ص 65 . أما القاص المغربي نجيب الخالدي ، في مجموعته القصصية ” رشفات الوجع ” ، فإنه يربك أفق انتظار المتلقي حين يعمد إلى الرسم بالكلمات مشاهد الحالات و التحولات في مسار الأحداث عبر انفتاح مزدوج للبداية والنهاية ، في حين يتكفل الوسط بتصوير شرائح العوالم الممكنة ، التي تؤثثها شخوص تتماهى بدورها بين الإمكان والخيال ، مع تنويع في أساليب الصياغة السردية ، وتشكيل علاقات الأبعاد التصويرية من خلال توظيفه ، لعلامات تعتمد على تعدد المؤول الديناميكي لأنه ” ــ في حالة النص الإبداعي ــ ، هو منطلق أي تحليل ، ولكي تؤول عليك أن تعيد صياغة العلاقات ” ( 11 ) ، حيث الاشتغال في إنتاج الدلالة على علاقات التجاور وسيرورة التوتر Fréquence . ( 12 ) . يقول السارد من خلال قصة ــ ” صمت وظلماء ” التي تتصدر الأضمومة : ” باللعاب يغرق فمها ، تبلعه بهذا المذاق اللذيذ بنكهة الحلوى التي تحييها عن بعد أو عن قلب ، كلما سارت بهذا الطريق التي تسلكه يوميا …” فالوحدات السردية التالية : اللعاب ــ تغييب هوية الشخصية عبر ضمير الغائب ــ المذاق ــ الحلوى ــ الطريق … البعد والقرب ــ يوميا ..تتحول إلى علامات ، تولد دلالات منفتحة ، عبر علاقات التجاور والتكثيف ، وإيقاعات الصمت التي تحيل على عوالم الحس ، والرؤية الطفولية لذات مكلومة .. تعاني في صمت .. تعيش على خيال رغبات مكبوتة .. قد تأتي ولا تأتي … رغبات سيعمل الوسط على تأجيج حدتها من خلال علاقات هذه الطفلة بمحيطها ، ــ البيت ــ المدرسة ــ الشارع ــ خاصة والدها المستهتر . أما النهاية ، فعوض أن تقدم إجابات أو حلول لعوالم الطفولة المأزومة … ، فإنها تنفتح على الآتي مقابل استمرار تأزم الحاضر … يقول السارد : ” تُخرج من القفة محتوياتها ترتبها على الملاءة ، يغرق فمها باللعاب تبلعه … تردد : ـ حلواى لا بد لي أن أشتريك …. ” . ففي هذا السرد ، إذن ، سيظل صراع التحدي متواصلا … وستزداد عوالم التوتر انفتاحا ، لتنشيط خيال المتلقي ، وتحريك ذاكرته في تساوق مع ذاكرة النص …. فلو تم تلقي هذين العملين ( الوعول / صمت وظلماء ) ، من منظور شعرية الانغلاق ، لانتهى الحدث ، في هذه الأزمة الإنسانية ، إما بحل أو تنوير أو عظة … فقد تغيرت ، إذن ، الذائقة الأدبية ، لا على مستوى الإنتاج أو مستوى التلقي ، تبعا للتحولات التي شهدها العالم المعاصر … لكن شعرية الانغلاق ظلت ، في العمق ، تهيمن على عملية التواصل مع أغلب الإنتاجات القصصية ، مما ساهم في اتساع هوة التواصل بين الإنتاج والتلقي ….
السرد :
أ ــ قصص قصيرة : نجيب محفوظ ،
ب ــ قصص من الحياة : علي الطهطاوي ،
ج ــ الوعول : حيدر حيدر ،
د ــ رشفات الوجع : نجيب الخالدي ،
إحالات :
1 ــ أ. عبد الحكيم سليمان المالكي : القصة القصيرة جدا والمدخل السردي . ، مجلة شمالجنوب العدد 6 ديسمبر 2015 .
2 ــ د. حسن المناصرة : القصة القصيرة جدا رؤى وجماليات ، طبعة أولى ، 2015 : ص 22 .
3 ــ تودوروف
4- Jean fontanille : sémiotique du discours . 2 edition 2003 mars P : 21
5 – Syloie Freyermuth : un genre peut en cacher un autre . une histoire de detournement : universite du Luxembourg page 173
6 ــ سعيد بنكراد :السيميائيات والتأويل . مدخل إلى سيميائيات ش . س . بيرس ، المركز الثقافي القومي ص 94 .
7 ــ د فوزي عيسى : النص الشعري وآليات القراءة ، دار المعارف الجامعية ،ص :7 .
8 ــ أمبيرطو إيكو : الأثر المفتوح : ترجمة : عبد الرحمن بو علي ،دار الحوار للنشر ولتوزيع ، ص : 17. .
9 – Roland Barths : communication 8 . introduction à l’analyse structurale des Récits . p : 7 .
10 ــ أمبيرطو إيكو :العلامة تحليل المفهوم وتاريخه . ترجمة : سعيد بنكراد . المركز الثقافي القومي .ط .أولى 2007 . ص : 51 .
11 ــ سعيد بنكراد : مرجع سابق ص : 88 .
12ــ جيرار جينيت : عودة إلى خطاب الحكاية . تر : محمد معتصم ، ط : أولى 2000 . المركز القومي الثقافي ، ص : 45

- إعلان -

قد يعجبك ايضا

هل قدّم لنا كاظم النصّار ” حياة سعيدة ” حقّاً؟

مقاومة الاضطهاد والمساواة في الكرامة

11محمد فرج المعالي ، وفن توليد الفكرة ..جزء أول

متحف منتصف الليل الرؤى الحلمية

رحلة الاميرة البابلية .. ( ماريا تريز اسمر ) / الجزء الثاني

محمد مهيم مارس 16, 2019 مارس 16, 2019
شارك هذه المقالة
Facebook Twitter نسخ الرابط طباعة
نشر
ما رأيك؟
إعجاب0
حزين0
سعيد0
غاضب0
ميت0
غمزة0
المقال السابق وأخيراً هُـتـكَ سِترٌ الخَضراء
المقالة القادمة أسئلة
اترك تعليقا اترك تعليقا

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Leave the field below empty!

أحدث المقالات

إيواء الإنسان أم الحيوان … عندما تتشتت القيم
إيواء الإنسان أم الحيوان … عندما تتشتت القيم
مقالات قبل شهر واحد
(جمال العراق الخفي) ‎ في بلد هو الوحيد الذي ماضيه أجمل من حاضره
(جمال العراق الخفي) ‎ في بلد هو الوحيد الذي ماضيه أجمل من حاضره
Uncategorized مقالات مقالات ثقافية قبل 6 أشهر
قائد من طراز خاص
قائد من طراز خاص
مقالات سياسية مقالات متنوعة قبل 7 أشهر
خريجو الوكالة الكورية للتعاون الدولي في العراق يعقدون مؤتمرهم السنوي لعام ٢٠٢٤ ببغداد
خريجو الوكالة الكورية للتعاون الدولي في العراق يعقدون مؤتمرهم السنوي لعام ٢٠٢٤ ببغداد
مقالات متنوعة قبل 7 أشهر
//

كلمة “معارج ” تعني الارتقاء والسموّ ونحن – وباختيارنا لهذا الاسم – نتوخى ان نقدم للمتصفح لمجلتنا، هذا الرقيّ الفكري والأدبي من خلال كتّابنا الأبرار بطرحهم لمواضيعَ تهمّ القارئ بعيدا عن النّـعرات الطائفية والمذهبية أو الانتماءات السياسية والحزبية .

رابط سريع

  • راسلنا
  • المفضلة
  • تخصيص اهتماماتك
  • الاتصال بنا

أهم الفئات

  • الزاوية الأسبوعية
  • دراسات
  • حــــوارات
  • شعر عربي
  • مقالات سياسية
  • مقالات متنوعة
  • مقالات ثقافية
  • قصة قصيرة
  • أقلام ملونة
  • ثقافة كردية

الإشتراك فى نشرتنا الإخباريه

اشترك في نشرتنا الإخبارية للحصول على أحدث مقالاتنا على الفور!

مجلة معارجمجلة معارج
جميع الحقوق محفوظة © 2023. مجلة معارج.

Developed & Design By Ayman Qaidi

  • من نحن
  • الاتصال بنا
  • تخصيص اهتماماتك
  • المفضلة
مرحبًا بعودتك!

تسجيل الدخول إلى حسابك

التسجيل هل فقدت كلمة مرورك؟