شتان بين الحكام الكرد و العرب العراقيين
عبدالغني علي يحيى
ورد أن طائرة مجهولة قصفت احياء في بيجي مبنية من الطين والصفائح، الأمر الذي ذكرني بالصرائف ايام زمان ببغداد. واذكر اني زرت صديقا لي في مديرية التربية بالموصل بعد سقوط النظام السابق فأخبرني ان في محافظة نينوى نحو 800 مدرسة طينية، وان المئات من تلامذتها يفترشون الأرض أو يجلسون على صفائح من التنك.
و بعد سقوط ذلك النظام أيضا، شاهدت على شاشات التلفاز عمليات تفتيش أمريكية في القرى بحثا عن الارهابيين في الوسط والجنوب من العراق، وكان منظر دورها ذات الجدران الطينية الواطئة يبعث على الاسى ويوحي ببؤس شديد لسكانها، ولو كان للحيوانات لسان يقينا لرفضت السكن فيها.
اقول للذين ينادون بالمصالحة الوطنية (المصالحة مع البعث) واشراك غير المشاركين في العملية السياسية وهم من البعثيين ايضاً والذين حكموا العراق زهاء 35 عاما وابقوا على حضارة الطين والتنك وصرفوا أموال العباد والبلاد على حروب مدمرة، ترى بأي ضمير ووجه حق يطالب بعضهم بالصلح مع طغمة الحرب والفاشية واشراكها في الحكم؟ والتي عاثت في البلاد فسادا وظلما وطغيانا؟
وبالمناسبة، ادعوا العراقيين ممن لم يزوروا كردستان الى زيارتها ليقفوا على اختفاء القرى والمدارس الطينية وقيام قرى ومدن ومدارس محلها، تكاد تضاهي قرى ومدن ومدارس أوروبا. لقد حصل كل هذا في فترة قياسية رغم المؤامرات المتوالية منذ 1991 ضد التجربة الديمقراطية في كردستان، لقد حول الحكام الكرد والشعب الكردي، كردستان إلى جنات رغم سيل انتقاداتنا لهم لأن الشعب الكردي يرى كل هذا التقدم دون مستوى طموحه ويعمل على ايصال كردستان الى مصاف الاقطار الاوروبية والامريكية.