أديب كمال الدين
* حسناً، ومَن أنت؟
*************
قالَ لي حرفي: مَن أنا؟
قلتُ: أنتَ حرفي.
قالَ حرفي: حسناً، ومَن أنت؟
قلتُ: لا أعرفُ مَن أنا!
حقّاً مَن أنا؟
مَن أنا؟
ولو أنّني أعرفُ
لما اتّخذتُكَ خليلاً ولا صاحباً،
لا عاشقاً ولا مُرشداً.
فالذين يعرفونَ أنفسَهم
لا يعرفونَ حرفَ السّؤالِ ولا نقطتَه،
لا آلامَه ولا دمعتَه،
ولا كوابيسه التي تتناسلُ ليلَ نهار.
* السّؤال العجيب
************
قالَ لي حرفي:
أريدكَ أن تجيبَ على سؤالٍ
لنْ أذكرَ مضمونَه أو تفاصيله!
قلتُ: كثيراً ما سُئِلتُ
مثل هذا السّؤال العجيب.
فكنتُ أفتحُ في الفجرِ كتابَ الحياة
وأهبطُ سطراً
وأقرأُ صفحةً
وأطلقُ طائراً.
قال: وماذا وجدتَ جواباً؟
قلتُ: وجدتُ أن أستغفرَ ذنباً
وأمسحَ من الوهمِ حلماً
وأذرفَ دمعاً.
* أيّة قصيدة؟
**********
قالَ لي حرفي:
لنكتبَ اليومَ قصيدةً جديدة!
قلتُ: أيّة قصيدة؟
لقد كتبنا أنا وأنتَ قصيدةً واحدة،
كرّرنا صراخَها الطّويلَ ألفَ مَرّةٍ ومَرّة،
حينَ أُزِيحَ عَنّا العمى مَرّةً واحدة
فاكتشفنا عُرينا المُخيفَ وخديعتَنا السّوداء.
فألقينا جسدينا في نهرِ الفرات.
أتذكر؟
قالَ لي حرفي:
نعم، لكنّنا لم نمتْ!
رغمَ أنّ خيطَ الدّمِ الذي هبطَ من جسدينا
كانَ أطول ممّا تصورناه،
كانَ أطول من نهرِ الفرات.