خالد ديريك
الفنانة التشكيلية لورين علي: تمردت على الواقع الريفي الرافض للفن وللفنانين
تعتقد لورين علي أن الفنان الحقيقي، يخلق فناناً بطبعه وميوله
حوار أجراه: خالد ديريك
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لورين علي فنانة تشكيلية من بلدة كركى لكى/ معبدة ـ الحسكة/ سوريا
لديها معارض فردية وأخرى جماعية في سوريا ودول أوربية عدة، وبعض من المشاركات في الملتقيات الفنية ومن أهمها: مشاركة في الملتقى الفني الأول في فيينا ـ مشاركة في ملتقى فناني القصبة في فرنسا ـ مشاركة في مشروع قلعة الفن في عقرة بـإقليم كوردستان ـ العراق
ترعرعت لورين علي في كنف عائلة متوسطة الحال، ووالدها عازف العود، الذي أثر في مشوارها الفني، كما أنها تعتبر نفسها فنانة منذ صغرها وعلى طريقتها الخاصة فهي كانت ترسم على الجدران والطرقات وعلى الطين إلا أنها كانت تجهل عالم الفن، حيث أن المنطقة (محافظة الحسكة) كانت تقريباً شبه خالية من المهتمين بالفن والموهوبين. وبعد أن كبرت عشقت الموسيقا والشعر والطبيعة بما فيها. أما الآن فهي أم لملاك صغير أسمته شاد وهو اسم كُردي يعني الفرح والسعادة، علها تهديه القليل منها(السعادة)
لنتابع معاً حوارنا مع الفنانة التشكيلية لورين علي
لا بداية فنية لها بشكل دقيق، لكنها تتذكر تماماً، إنها رسمت قبل تعلمها الكتابة والقراءة، وقبل أن أملك حزمة الألوان أو أضع لوحة أمامي، كثيراً ما كنت أمسك بـ عصى، وأبدأ بالرسم على الجدران أو أأخذ من ألوان الورود والأعشاب لأحصل على ما أريد من الألوان.
أما بداياتي في عالم الفن والمعارض، فقد بدأت من محافظة الحسكة تلك المحافظة المنسية، وما أثار اهتمامي في البدايات هو رسم الطبيعة، ولم تشجعني أحد، بل أنا من تمردت على الواقع الريفي الرافض للفن وللفنانين إلى أن أثبت عكس نظريتهم عن الفن.
الذين علموني، فهم كثر وأولهم الطبيعة، ولدي مجموعة جميلة من الفنانين والمدرسين الذين أكن لهم الكثير من الحب والتقدير لجهودهم معي في بداياتي بالحسكة.
اللوحة التجريدية لدى التشكيلية لورين علي مزيج من الواقع مع الخيال، يحضر على هيئة إلهام جميل ويولد في حالة من الهدوء والموسيقى: غالباً عندما أرسم أكون في حالة الانعزال عن الواقع والناس وكل ما يمكن أن يشتت أفكاري أو يهدد مزاجيتي، فالمكان بالنسبة لي، يلعب دوراً كبيراً على مزاجيتي في الرسم لذلك أتقيد بالجلوس في المرسم مع الموسيقى والأجواء الهادئة ونافذة بجانبي تنير لي عتمة الغرفة والخيال.
وتضيف: أثناء الرسم ليس للناقد حضور في مرسمي، تبقى الألوان واللوحة هي أسياد الموقف فأكون بذلك في حالة انعزال عن العالم الخارجي ومنغمس بعالمي.
عن الحوافز التشجيعية للفنان قالت: الفنان بشكل عام عندما يرسم يكون هناك خيال وأفكار يحرص على إخراجها كما يريد، بعيداً عن عالم العرض والجمهور الفني والمكافئات وإلخ، بالنسبة لي أيضاً غالبا ما ارسم لنفسي قبل كل شيء، بعد كل هذا أكون قد انتهيت من اللوحة تماماً، ربما أفكر بعرضه بعد ذلك، لكن الحوافز التشجيعية من قبل المعنيين والجمهور يؤثر على نفسية الفنان أيضاً، هنا، لا أقول إنه (الفنان) منعزل عن العالم تماماً؟
الفن لا يحتاج إلى الاختصاص بل الموهبة والخبرة: جميع الفنانين دون الاستثناء كانوا موهوبين ولم يكن لهم اختصاص وقواعد أو اي أسس وركائز إلى أن تشبعوا فنياً وتهيئوا فيما بعد وأصبحوا فنانين ذات خبرات. لذلك فإن على الموهوب أن يستمر في فنه ويكتسب الخبرة إلى أن يحترف أو يتثقف فنياً. فالفنان الحقيقي يخلق فناناً بطبعه وميوله لذلك فهو يهيأ لنفسه كل ما يريحه ويدخله إلى جوه الفني، لا يمكنني أن أجزم بأن هناك قاعدة ثابتة للفن والرسم.
كما الفنان لا يخبئ عمله الفني سواء أكان فناناً محترفاً أو موهوباً، لأن الفنان بطبيعته بعد انتهائه من عمله الفني ينتظر ردود أفعال المحيط به حتى ولو لم يعرض عمله عليهم فإنه لا يخبئه أيضاً.
ويتشجع الفنان عندما يلاقي إيجابية من المحيط برغم من أنه سلبيتهم أيضاً لا تكسر عزيمته لأن الفن الرسم مثل كتابة الشعر يأتيه شيء من الإلهام تدفعه إلى أن يخلق لوحة فنية.
تعتقد التشكيلية لورين على بإن الفن الكُردي والسوري نال في السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً، لاسيما بعد هجرة أغلبية الفنانين إلى خارج الوطن، وتقول: لا توجد مدينة في أوربا إلا وقد عرض أكثر من معرض فني لفنانين الكُرد والسوريين، وهذا شجع أغلبية الفنانين إلى شيء من التنافس الجميل في تقديم فنهم.
لا طموحات ولا أهداف ثابتة: لم أحدد سقف لطموحاتي إلى الآن لكي أبقى في حالة مستمرة من الإبداع والرسم.
أما بالنسبة للأهداف، يكفيني أن أبقى بجانب لوحة وأكون على علم، كيف أجعل خيالي الخصب في حالة ولادة مستمرة، بذلك أكون في حالة مستمرة في تحقيق طموحاتي وأهدافي.
تؤكد بإن عالمها الفني خال من المنافسين: ليس في عالمي الفني منافس/ة، بالعكس تماماً، يسعدني جدًا عندما أشاهد عمل فني جميل وما يسعدني أكثر هو عندما أكون على علاقة مباشرة مع صاحب/ة العمل الفني. واعتبر الفنانين الكبار هم مدارس فنية حية، ينبغي أن نعتز بهم ونستفيد منهم.
مشاركاتها الفنية: أهم مشاركاتي الفنية تلك التي انتظر المشاركة فيها. رغم أنني أشارك سنوياً في عدة معارض فنية في مناطق تواجدي بالحضور شخصياً مع أعمالي، وكثيراً ما أشارك في معارض فنية بإرسال الأعمال فقط وذلك بسبب البعد أو أي شيء آخر يعيق حضوري.
شاركت في معارض فنية بـ سوريا، إقليم كُردستان ـ العراق، بريطانيا، نمسا، فرنسا، ألمانيا، وبعض من المشاركات في الملتقيات الفنية.
لا التغيير في شخصية لورين: لورين علي في بلدة كركي لكي/ معبدة ـ سوريا وفي إقليم كُردستان العراق والآن في ألمانيا وفي أي مكان آخر كان، ستبقى لورين علي كما هي كإنسانة وفنانة، والتغيير الوحيد هو أنني وبكل حب أصبحت زوجة وأم وهذا ما يجعلني أن ألاحظ بأن لورين علي في كركي لكي / معبدة أو في إقليم كوردستان كانت فنانة حرة طليقة، أما الآن بعيداً عن كل شيء، لدي ما أخطط له وأضعه في برنامجي تحسباً لراحته هو ملاك صغير أولاً وآخراً.
وعن العودة من عدمها، تلخص: إن لم أعود إلى بلادي في الحياة، فإنهم سيرجعونني حين الممات إلى حيث المسقط والموطن.