” الفضائية العراقية”… تقليد بائس لل ” الجزيرة القطرية”
احسان جواد كاظم
” الفضائية العراقية” الرسمية وقناة ” آفاق الفضائية” التابعة لحزب الدعوة الاسلامية اعلنتا يوم الجمعة الماضية 9/11 خبراً عاجلاً, عارٍ عن الصحة, بتعليق التظاهرات الشعبية في بغداد, قبل ساعات من انطلاقها.
لقد مارستا تضليلاً اعلامياً مفضوحاً, بأجتزاء الحقيقة لخداع المواطنين وتثبيط عزائمهم وايهامهم بعقم نضالهم ضد الفساد والفاسدين وأفشال تظاهراتهم المنادية بالاصلاح, بينما قرار تعليق المشاركة في التظاهرات جاء من متظاهرين اسلاميين فقط, والفرق بيّن طبعاً بين الحقيقة والوهم.
واذا كان كذب ” فضائية آفاق” مفهوماً لما يتعرض له حزبها ورئيسه من ادانة من الجماهير الشعبية في ساحات التظاهر, فأن اطلاق الفضائية الرسمية لتلك الكذبة غير مبرر بل ومدان, فهي قناة ممولة من خزينة الدولة العراقية ومن اموال مواطنيها ولا ينبغي تجييرها لمصلحة فئة معينة دون اخرى, وتجنب الانحياز المكشوف, على الاقل, الى مناهضي الانتفاضة الشعبية من الفاسدين, لكنها لاتستطيع ان تخرج من جلدها, فهي وليدة المحاصصة التي يقوم عليها بناء الدولة.
حاول القائمون على ” الفضائية العراقية” تقليد ما تقوم به فضائيات عربية مغرضة, مثل” الجزيرة القطرية” من تضليل اعلامي, بفبركة اخبار واحداث كاذبة لخدمة مشاريع اسيادها التخريبية في المنطقة, ولكن جاء تقليدها فجاً, ليس فيه من الحرفية الاعلامية شيئاً… فكل مشاهد نبيه, شهد سذاجة ما بثته في تقرير لمراسلها من ساحة التحرير في بغداد, وقبل موعد انطلاق المظاهرة, اكد فيه خلو الساحة من المتظاهرين, ثم تصويره (متظاهرين) يعدّون بأصابع اليد وهم يحاولون تخريب السياج الامني واضرام النار في اسلاكه المعدنية !!! واجراءه لقاءات ببعض هؤلاء يرددون ما يهتف به المتظاهرون عادة في كل ساحات التحرير في العراق.
ان التمثيلية الهزلية التي عرضتها القناة, فضحت المستوى المتدني للقائمين عليها وحقيقة نواياهم المعادية لمطامح شعبنا الثائر, فلطالما حاول القائمون على القناة تجاهل المظاهرات الشعبية, فما الذي أثارحماسهم لبث خبر تعليقها بهذه السرعة هذه المرة ؟!!
لقد تهافتت أكاذيب الفاسدين, سريعاً, بعد وصول اولى طلائع المتظاهرين الى ساحة التحرير واسقط في ايديهم, حيث لم تجد اكاذيبهم آذاناً صاغية من قبل ابناء شعبنا, فكانت تظاهرة شعبية حاشدة.
ان احزاب المحاصصة التي تعيش مأزق مفاسدها وجرائمها بحق ابناء شعبنا, لجأت الى الكذب والتدليس على المنتفضين السلميين, لعلها تجد مخرجاً, يحفظ لها بعض امتيازاتها بعد ان بددت الانتفاضة الشعبية هالة قدسيتها المزعومة, وستجلسها عاجلاً او آجلاً على كرسي الاتهام في محكمة الشعب العادلة.