العالم ينفجر قريبا
هادي جلو مرعي
كماهي الحياة الحيوانية والنباتية، وحين تباد الحشرات والحيوانات بالقتل والحرق والسحق والإفتراس يكون على الإنسان أن ينتظر طريقة منها ليكون جزءا من توازن الطبيعة، فالعدد الهائل للبشر وقلة الموارد يتطلب حلولا إلهية، أو بشرية بمباركة الله، كالكوارث الطبيعية من عواصف وبراكين وأعاصير وسيول عرمة وحرائق، أو بالاوبئة كالأمراض الخبيثة والتي تنتشر عبر الهواء واللمس وأيضا بالحروب والأسلحة الفتاكة والمجاعات، ومن يعيش على هذا الكوكب عليه أن يتأقلم مع قوانين الطبيعة ونواميسها الحاكمة والقاهرة التي تمضي على الناس وعلى الحيوانات والأحجار والأشجار والمياه وكل ماأبدعته المشيئة الإلهية التي لاتستثني أحدا من قراراتها النهائية.
يزداد عدد سكان الأرض بشكل مخيف، بينما تتناقص الموارد الغذائية، وتضرب المجاعة بلدانا عدة ويموت بسبب ذلك الكثير من البشر، الزيادة في أعداد سكان الأرض لايقابلها خطط جدية لمعالجة الأزمات، ولا التخلص من المشاكل الخطيرة التي تضرب دول متقدمة وأخرى متخلفة، ويسودها الفشل السياسي والإقتصادي، ومنها مشاكل الجفاف وندرة المياه، وتناقص كميات الأمطار التي تندر في بلدان الشرق الأوسط ومناطق من آسيا وأفريقيا وهي مناطق تشهد إنفجارا سكانيا هائلا.
التسخين الذي تشهده الأرض أدى الى خلل مناخي وإضطراب مخيف في الأحوال الجوية وتناقصا في كميات الساقط من الأمطار، ولايبدو من سياسة واضحة لتلافي عوامل إرتفاع درجات الحرارة فالمصانع العملاقة تبعث المزيد من الغازات والأبخرة، والسياسات الإقتصادية مترهلة والنزاعات تعيق كل إتفاق ممكن بسبب إصرار حكومات الدول الصناعية الكبرى على مواقفها السابقة المتعلقة ببرامجها وأسلوب إدارتها للموارد وطريقة التصنيع والعمل الذي ينعكس سلبا على واقع البيئة مايؤدي في الغالب الى نقص المياه وقلة الغذاء وإنحسار الأراضي الزراعية، فلايكون المتوفر من الطعام ملبيا للحاجات العامة للمواطنين الذين يزداد عددهم بإضطراد.
إزدياد السكان لايكون ملائما لمستقبل البشرية، وقدرات الدول محبطة للغاية، والطبيعة يجب أن تتحرك بإتجاه ما لتوقف الزيادة المريعة للسكان، أو أن تحجمها بعض الشئ لتتناسب مع مامتوفر من موارد بإنتظار النهاية التي يقررها الله في وقت ما هو يعلمه، وتحرك الطبيعة لايعني فناء الجنس البشري برغم كثرة عدد التنبؤات بنهاية الكون وفناء البشرية، فالغاية هي حفظ التوازن بين عدد السكان ونسبة الموارد الغذائية والمالية، وهذا التحرك من شأنه أن يؤدي الى القضاء على أعداد من البشر في مختلف أنحاء المعمورة بالقتل، أو الإبادة الجماعية والأمراض والأوبئة الفتاكة، والحروب، والمجاعات، والكوارث الطبيعية التي تتعدد وتمتد وتتسع يوما بعد يوما.
الواضح إن البشر يحثون الخطى نحو فنائهم وهم يعملون على ذلك بسرعة متناهية لاتسمح بوقف عجلة الخراب القادم الى هذا الكوكب الأخرق.