السيد العبادي ..هل هذه اصلاحاتك للمرأة العراقية ؟
كل يوم وآلامك تتجدد يا سيدتي
في احيان كثير تكتب مواضيع تود لو انك لم تكتبها او لا تريد الخوض في امواجها لكن بما انها مواضيع مصيرية مطروحة على الجميع ولا يمكن مغادرتها لأنني وكما اعتقد عدم الالتفات لتلك المواضيع هو شرخ كبير في وطنية الكاتب خاصة المتخصصين في كتابة مواضيع محددة عن الوطن واتراحه وافراحه وما يحصل فيه من تقلبات لا يكاد يمر يوم لا نعيش فيها وحسب اعتقادنا ان اهم موضوع واهم فقرة من الفقرات الحياتية التي لابد من العيش فيها وتقديم التحليلات والمشورات والمناشدات هي الفقرات والمواضيع الانسانية وما احوج العراق إلى الاشارة الى مثل تلك المواضيع واكيد بل
اكاد اجزم واجزم ان موضوع المرأة العراقية هو المتصدر والمتصدي على كافة الاصعدة…
حقيقة اشد لحظات اعيشها معلقا بحبل التناقض هو الكتابة عن المرأة العراقية لأن هذا الموضوع يشعرك بالفرح كثيرا كونك تشارك ولو بقلمك المتواضع عن اهم مخلوق على وجه البسيطة واقدس مخلوق حاباه الله الا وهو المرأة وبصوره عامة لما لها من مواصفات مختلفة كليا عن الجزء الثاني من المعادلة (الرجل) وهي الام والاخت والابنة والمراة والحبيبة والزميلة ولايمكن ان تبتعد ولو لحضة او برهة من الزمان شعوريا او عدم الشعور دون ان يكون هذا المخلوق واقفا بجانبك حتى لو عملت بمفردك لابد لأحساسك ان يعيش ويأخذك الى نصفك الثاني وألا لا يمكن ان تستمر وتنجز ما تريد
انجازه …
ان الفرح هو متلازمة لأغلب كتابنا عند كتابتهم عن المرأة وكما اسلفنا لكن ولكي اعيد الموازنة لتناقضي لابد لك ان تحزن وأنت تكتب عن تلك المرأة العراقية ولابد لك ان تعيش الحالتين وهذه ربما الصفة المزدوجة الوحيدة للكاتب العراقي اللذي ينفرد بها عند الشروع والبدأ بالعمل على مشروع خطير ومهم مثل المراة ,,فأغلب كتاب العالم اليوم عندما يكتبون عن عيد المراة ويقدمون التهاني والتبريكات للمرأة في اوطانهم لابد لهم ان يستحضروا للكتابة عن هذا المخلوق الرائع والجميل كل ادوات السعادة ويضعوها امامهم ليترجموها هدايا وورود وابتسامات وامنيات للمراة
في بلدانهم لكن ماذا اقول للمراة في وطني وان قلت لها كل عام وانت بألف خير وان قلت لها امنياتنا لك بالحياة السعيدة هل يحصل هذا هل من الممكن ان اقول عام جديد كله افراح ومسرات او اتمنى لك ان تعيشي مثل كل نساء العالم يامي وياختي ويا حبيبتي ويا زوجتي ابدا وان قلتها لابد لي ان يعتريني ويغزوني شيء من النفاق لأني اعرف ما تعانيه هذه المراة وبأي بلد تعيش وما مرت بها من سنون عجاف لاتريد ان تفارق وتغادر الالم والهزال لأني اعلم ان في وطني اكثر من مليون ارملة واكثر من مليون ام فقدت فلذة كبدها ويتميز وطني بأنه اكثر الاوطان اللذي يحوي على المرأة
العانس واعلم كذالك ان المراة في العراق تعيش حياة قاسية لو لو عاشتها أي امراة في أي بلد لماتت او طلبت الموت اعلم ان في وطني نساء يهدهدن افواه تبكي من الجوع واعلم ان في وطني حبيبات تركهن الاحباب ولم يعودوا واعلم ان الام في العراق اكثر الامهات قدمت ابناءهن للمحارق جبرا وتركن على قارعة الطريق ينتظر عودة ابناءهن اللذي غيبتهم السجون والغربة والقتل والنفي والذبح اعلم ان المراة في العراق تتمتع بصورة الزوج والابن الراحل وتنام على حلمها حتى فارقت الصورة الورقة البيضاء وأضحت بلا ملامح اعلم ان نساء وطني امتهنن اصعب المهن وافترشن الارصفة
وتوسلن وتسولن وعملن اعمال مست صميم ارواحهن لكن لابد لهن من ان يعملن هكذا …
كل حرف اكتبه عن المراة في العراق حرف يبكي وينزف ويجعلني انزف معه استطيع القول لتلك المسكينة العراقية كل عام وانت بالف الف خير وينتهي كل شيء مثلي مثل كتاب العالم الذين هم اليوم على موعد مع الجمال في ارقى الفنادق وفي ارقى الغرف ويقدمون لأولاءك النساء الازهار البيضاء والحمراء ,,,
من يستطيع ان يقدم وردة لأمراه عراقية ويقول لها عام مجيد ودمتي ولا يسمع منها كلمة شكرا بدون دموع …
من يستطيع ان يخبرني كم امراة سمعت التهاني من الرجال هل يصل الرقم الى مليون كما هو عدد الارامل او الى مليون كما هو عدد العوانس لا اعرف لكني اعرف شيء واحدا واتمنى ان تكون معرفتي ليس في في محلها الا وهي ستمر السنون على تلك المراة المسكينة كسابقه لا جديد فيه وربما تزداد الارقام وتضاف ارقام جديدة الى تلك الملايين حسبنا الله ونعم الوكيل…
اذن سأكون حضاريا مثل رجال العالم وساقدم للمرأة العراقية اجمل التبريكات في يومها وكل عام وهي بالف الف خير يالله…
اخيرا وانا اقول عبارتي الحضارية في السطر السابق تذكرت ان منافق وكذاب وربما يمكن ان يطلق علي اني دجال والسبب هو اود ان اذكر كل العالم والحكومة والناس والله والانبياء والرسل ان الدولة العراقية الجديدة الديمقراطية ورغم كل ماتعيشه المراة من معاناة ذكرنا النزر اليسير من مشاكلها لكن ليس لهذه المراة وزارة تعنى بها وانما وزارة دولة وهو تشكيل صوري لا يفي ولا يستطيع حتى ان يذكر ان في العراق مخلوق اسمها المراة مثل وزارة الشباب كحقيبة لها تخصيصات مالية ثابته تقر لها مع الميزانية الفدرالية او تستعين بالاعانات من الدول ومنظمات المجتمع
المدني او تضم لافتة كبيرة على واجهة احدى العمارات مكتوب عليها وزارة المراة العراقية وترك اسم وزارة الدولة لشؤون المراة.. ومع هذه الحاجة الملحة انبرى السيد العبادي في اصلاحاته الاخيرة وقضى على هذه الوزارة التي تسمى وزارة لشؤون المرأ’ وكأن فساد العراق متاتي من تلك الحقيبة الهزيلة اكثر من نصف عدد سكان العراق نساء وملايين بين ارملة وعانس وثكلى ويستكثر سيادة الرئيس ان يسمي له وزارة باسم المراة .
هل الفوضى التي اريد لها ان تستمر بالإصلاحات الجديدة كانت متوقفة على رفع حقيبة المرأة اتقوا الله وأنصفوا نساء الوطن انصفوا امهاتكم واخواتكم وزميلاتكم لأنهن احوج بمن يعرف العالم والعراق ويعرف معاناتهن والمهن بوزارة اسمها وزارة المرأة .
حمزه—الجناحي
العراق—بابل