الذكريات تعانق حبات الندى
محاولة في وداع المناضلة الكبيرة ربيحة ذياب
راية الناصر/ نابلس
حين يختار الله شخصا ما ليكون بجواره، ويرحل بصمت كرحيق الزهور تبدأ العبارات بالتوارد رويدا رويدا في الذاكرة، نعجز عن إيماءة بسيطة لنعبر له عن مدى حبنا وتأثرنا به..
الحياة قصيرة نعيش فيها أغرابا ونموت أغرابا يسلب الموت أناسا تركوا في حياتنا بصمات تنقلنا إلى عوالم مختلفة حب الوطن سكن روحها نبرة صوتها الحاني حمل رجفات قلب مليء بذلك الحب عشقت تراب الوطن فضمها بحنان ما بعده حنان التحفت سماءه وكان آخر ما ترنمت به.
منذ بضع سنين أو يزيد عرفتها عن قرب امرأة حازمة قوية رقيقة المشاعر هادئة الطباع جابت العديد من البلاد، فكانت المرأة المثال وكان أكبر همها المرأة الفلسطينية قبل وبعد وأثناء حملها هموم الوطن.
سعت بكل ما أوتيت من رباطة جأش وحنكة سياسية أن تسمع صوتها إلى صاحب القرار فكان لها ما أرادت ليعلو الصوت الذي طالما ظل صامتا لعادات بالية.
وكان السجن الذي رافق حياتها بين مدّ وجزر تعيش لفترة بين أبنائها وزوجها لتخرج ويزجّ بالزوج ولتكن هي الأم والأب في نفس الوقت.
تحلّ الأعياد والمناسبات يغيب الزوج وتغيب الفرحة معه، وتغيب الزوجة، وتذهب معها البسمة وهكذا هي الأم الفلسطينية، وهكذا كانت ربيحة ذياب مربية أجيال صانعة رجال، قائدة مسيرة سياسية فذة قاهرة الغزاة.
إن كان الموت قد غيبك سيدتي
وإن كان التراب قد حال بيننا وبينك
وإن كان صوتك قد رحل ثورة نحو الشمس
ستظل أجمل الذكريات كحبات الندى تعانق شقائق النعمان
العظماء لا يمتون أبدا بل تبقى أرواحهم تحلق حولنا يتجذرون بالأرض كشجر الزيتون
وقد رحلت أم الوعد ليبقى العهد والقسم والوعد والإباء
في وطن حر لشعب من الأحرار…
الذكريات تعانق حبات الندى محاولة في وداع المناضلة الكبيرة ربيحة ذياب
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا