التغيير القهري … والتغيير الجذري
مهند الرماحي
يتداول مصطلح (التغيير الجذري) للمطالبين بتغيير حكومة الفساد والافساد والعمالة ويصر المطالبون بالتغيير الجذري لكل الوجوه من الاحزاب والكتل السياسية ، ومع اقتراب كل انتخابات تتصاعد الدعاوى لهذا التغيير ثم تبرز لنا النتائج ان الفائزين هم نفسهم الذين حكمونا منذ عام 2003 ؟ فيا ترى اين التغيير الجذري ؟
طبعا لا تغيير جذري ابدا مع وجود المميت للإرادة الوطنية الحقيقية، مع المخدر ، مع المنوم ، مع المنسي ، مع مصدر الغفلة ، الجانب الديني المسيس المتمثل بالمرجعيات الاعجمية ، فبعد كل ما جرى في العراق وتسليط حثالات البشرية وبعد توريط الشعب والافتاء بالاقتتال بتشكيل الحشد الطائفي ثم الانسحاب التكتيكي المنظم والانصراف للازبال والقمامات . اذن لا تغيير جذري بوجود المخدر الاكبر (السيستاني) فلا ننسى 169 و555 والتصويت بنعم للدستور ومن كان له الدور في ايصال هؤلاء الى دكة السلطة .
اما التغيير القهري ، فهو ما نطمح له فتاريخ العراق حافل بالتغيير القهري فنظام الملكية تم تغييره بتغيير قهري وسلطة عبد الكريم قاسم تم تغييره بتغيير قهري ونظام البعث تم تغييره بتغيير قهري من قبل الامريكان ، وامريكا سلمت العراق لصعاليك وحثالات البشرية بالاتفاق مع المرجعيات بمبلغ قدره 200 مليون دولار .
لذا فمن غير المعقول ان يقوم الشعب بتغيير هؤلاء بتغيير جذري ما لم يكن هناك تغيير قهري ، نعم يمكن ان يكون التغيير الجذري اذا تم ارجاع كل مرجع اعجمي لبلده واناطة قيادة المجتمع للمرجعية العراقية العربية ؟
انا مقتنع ان في عام 2018 سترجع نفس الوجوه لأن انصار التيار الصدري سينتخبون اعضائهم ، وجماعة الفضيلة لا ينتخبون الا الفضيلة ، وجماعة عمار الحكيم والمالكي سيجدون الفتاوى جاهزة من المرجعيات الاعجمية لإعادة انتخابهم ، اذن لننسى مصطلح التغيير الجذري . ولتؤنبوا انفسكم على ما فات ، اقرأوا كلام المرجعية العراقية العربية المتمثلة بالسيد الصرخي الحسني ولوموا انفسكم حيث قال منذ عام 2006
” أيها المستضعفون الكسالى النائمون الجهلاء…إلى متى هذا الذل والهوان والصمت المخزي والركون القبيح ؟… إلى متى هذا الانخداع والسير خلف المغرضين الماكرين من أهلِ الدنيا أتباع الشهوات البهيمية وعبدتها ؟… ـ خدعوكم وأسْكَتوكُم وسكتّم على جرائم المنافقين والكافرين المحتلين واعتداءاتهم على شعبنا العراقي المسلم الجريح من نساء وأطفال ومستضعفين ومظلومين في كل مدن العراق الجريح وحتى في المساجد وأماكن العبادة والعتبات المقدسة… ـ أسكَتوكُم … وسكتّم على جرائم المحتلين وأذنابِهم المنافقين وقبائحِهم وظلمِهم بحق المسلمين والمسلمات وإنتهاك الأعراض في سجونهم ومعتقلاتهم الضالّة الفاسدة….
ـ أسكتوكم … وسكتّم على جرائمهم وفضائحهم وانتهاكهم حرمات المساجد والعتبات المقدسة وإجهازهم على الجرحى والمستجيرين بتلك المقدسات … ـ أسكتوكم … وسكتم على مصادرة حقوقكم وحقوق أبنائكم وأجيالكم وعلى سلب وغَصْبِ العراق ، أرضه ومائِهِ وسمائِهِ وثرواتِه… ـ أسكتوكم… وسكتّم على مصادرة قراركم ورأيكم وتغييب وتحريف مبادئكم وعلى زرع الفرقة والشقاق وبذر وتأسيس وتأصيل الخلاف والتجاذب الطائفي والقومي والشعوبي بين أبناء الشعب ، تحقيقاً لمصالح شخصية نفعية دنيوية ضيقة ، وامتثالاً لأوامر أسيادهم الكافرين من صهاينة وعنصريين ومنافقين من دول قريبة وبعيدة… خدعوكم … وخَدَّروكم … وأسكتوكم … وسكتّم … وسكتّم … وسكتّم … وستسكتون … وتسكتون … وتسكتون …ـ كل ذلك بدعوى وتبرير حجة واهية باطلة مخالفة للشرع والأخلاق والضمير والإنسانية حتى أوصلوكم إلى حالة التصديق والإصرار على تبرير تلك القبائح والمنكرات والفضائح بدعوى جاهلية تُحمّل أولئك الأطفال والنساء الأبرياء (وكذلك العتبات المقدسة) جريرة وجناية وجريمة ما فعلَه غيرهم من آباء أو أقارب أو أبناء قومية أو أتباع طائفة أو مذهب … فأي جريمة تُرتكب ؟! ، وأي جريمة تمضي ؟! ، وأي جريمة يُسكت عنها ؟! ، وأي جريمة في ذلـك التبرير الخبيث الماكر ؟! ، وأي جريمة في الرضا بتلك الجرائم؟ “
فأن (غلستم) و(انطيتونا الاذن الطرشة) وتغافلتم وتمسكتم بالمسردبين الوهميين فأنهم كما قال المرجع الصرخي (خدعوكم … وخَدَّروكم … وأسكتوكم … وسكتّم … وسكتّم … وسكتّم … وستسكتون … وتسكتون … وتسكتون) وعندها لا يغير الله ما بقوم حتى وان جاء التغيير القهري فالقادم اسوأ مثلما جاء التغيير القهري بالاسوأ من نظام البعث وبقيتم تترحمون على صدام وحزبه .
فأقولها لكم : ان بقيتم تتمسكون بالوهم والخيال والاوثان البشرية الاعجمية فأقرأوا على انفسكم السلام في الدنيا والاخرة ، وان بقيتم تنتظرون القوى الخارجية مع بقاء هذه الحثالات فلا تلوموا الا انفسكم ولا تترجوا اي رحمة لا من السماء ولا من الارض .