الأرهاب والفساد لا دين لهما ..
سالم أسماعيل
إنِّي أكره ممارسة مهنة السياسة مع إنِّي أمارسها بأستقلال عن الأحزاب وسياسي بحكم الضرورة ولحد ما ، قد يبدوا للآخر بأني أُسطر التناقضات ، ما يهمني منها تعلقها بحياتنا لذا يهمني من السياسة أن يأخذ السياسي الذي يمارس السلطة راحته كيفما يشاء فقط عليه أن لا يأخذ راحتي وراحتكم ، وأن لا يتكلم كثيراً فيقول مثلاً أملي أن يكون لكل مواطن دار يسكن فيه في الوقت الذي الناس نتيجة لسياسته العرجاء يسكنون دوراً من الصفيح والتنك وهو يسكن قصور( فول ) المواصفات ويتكلم عن العدالة وتوزيع الثروة والنَّاس بسببه يكابدون الجوع والحرمان وهو يكنز المال الحرام ومن حقنا أن نقول له توقف ، إن فعل ذات الشيء مَرَّة بعد أخرى بمعنى إننا نلدغ من ذات الجحر مرتين ونسمح له بأن يجلب لنا مآسي جديدة وإن تَوَقَّعَ لنا نتائج مختلفة ووعدنا بأحلام وردية ونعيشُ في دوامة كوابيسه وهو يمارس مهنة اللصوص ، لأنه حَولَّ بفشله السهل الى الصعب والأخير الى المستحيل وأتى بنتائج مخيفة ومرعبة وعليه أن يتعظ من خطواته السابقة وتلك التي لغيره التي خلقت لنا بالأمس المشاكل لا يمكن بذات النهج والمنهج والسلوك السيء أن يجلب لنا الخير بمعيّة الفاسدين الذين يحيطون به مثل إحاطة الدائرة بمركزها ، وما يهمنا من خطوات الماضي ودراستها هو البحث عن غيرها نقود بها المستقبل الذي سوف نعيش فيه بأدوات جديدة وبعناصر وأناس يصلحوا ما أفسدَه الفاسدين وليس من المنطق أن نطلب من الفاسد أصلاح الفساد لأننا سنجعل الحلم مستحيلاً من بوابات الفشل ذاتها ، وأن نأتي بسياسيين جدد يكون لهم أحساس بمن حولهم ويهتمون بهم أكثر مما يهتموا بذاتهم . ذلك السياسي الذي لا يحدثنا كثيراً عن منجزاته وما سيقوم به بل نريد منه أن تتحدث عنه إنجازاته وما قام بها وعليه أن يهتم بسمعته من خلال عطاءه وأن يعتني بها كثيراً لانها ستدوم أكثر منه . بعد ٢٠٠٣ لليوم لا أكون مبالغاً إذا قلت بأننا يومياً نتعرض لمواقف مؤلمة نتيجة الثقة الزائدة للآخرين بسياسي اليوم وتكرار وجوه الفشل وهذه الوجوه عجزت على أصلاح ما أفسدتها وعلينا بأختيار طرق جديدة وبوجوه جديدة تلك الوجوه التي رسمت طريق الفشل علينا أن لا نمشي على طريقهم مَرَّة أخرى فقد أفقروا البلد رغم تدفق ثرواته الهائلة نتيجة لصادراته النفطية .. كُلُّ سياسي الامس غير قادرين على رسم طريق الإصلاح لأنهم غير قادرين بالأنتصار على الذات فكيف يمكن لهم الانتصار على الواقع السيء الذي خلفوه وهم لا يستطيعون تغيير الوضع ، والسلطة كشفتهم على حقيقتهم وبأنهم معمل جبار لأنتاج الفشل وبأنهم عاجزين عن العطاء . هؤلاء الذين اليوم في السلطة خذلونا بفسادهم المالي والاداري وبفشلهم أوصلوا الوطن الى طريق مسدود وإن بقوا على دست الحكم سوف لن نجد في نهاية النفق الضوء أبداً. لقد أنحنينا بأصواتنا في الانتخابات وذهبت أصواتنا بالاتجاه الخطأ لذلك ركبوا ظهورنا ، فما يجري اليوم من مآسي علينا على يد هؤلاء السياسيين نحن نتحمّل القسط الأكبر منها بخياراتنا تلك . لا يمكن الإصلاح ببقاء من تسبب في الخراب ولا يمكن أن يخرج من رحمهم شخص يقوم بعملية الإصلاح بمعيتهم وإنما الإصلاح يتم إن خرج من بينهم من يقود دفة الحكم ويُغَرد بشهامة خارج سرب الفاسدين ويتمرد عليهم ويضعهم في زاوية المسائلة وهي مهمة ليست بالسهلة ولكنها ليست مستحيلة إذا أستطاع أن يخرج من عبائتهم ويعوّض الجميع عن سنوات الفشل .. وكُلُ من ثبت عليه سرقة المال العام أو أهدَارَه لابد أن يحاسب وتفعيل مبدء ( من أين لٓك هذا ؟! ) وإلا الوطن سيستمر في الانحدار نحو الهاوية ، يجب إيقاف هدر المال العام لأنه أخطر باب من أبواب الفساد ( كُلُّ صرف غير منتج فساد ) كما إنه لو أفلت الفساد الكبار من العدالة ففي هذا دلالة على إن القضاء فاسد وعاجز وغير شجاع أولاً ثم إننا نمارس عملية مكافئة المعتدي الذي تطاول على المال العام ثانياً وبهذا نفتح الأبواب مشرعة لسراق المال العام ونرسل لهم رسائل خاطئة ليستمروا في عدوانهم السافر عليه . لا يجوز الطلب من ( الثعلب ) أن يمارس دور ( الأسد ) لمحاربة ( ثعالب ) السياسة لأنهم سيقطعوه أرباً أرباً إن فكر جدياً في القضاء عليهم ، فعليكم أصلاح القضاء وتمكينه ليصيد كبار الفاسدين كما يصيد صغارهم نحنَ نحتاج أن نجعل القانون ( أسداً) يصيد ( ثعالب ) السياسة الذين هتكوا حرمة الدم العراقي مثلما هتكوا حرمة مال العام ، إن الذين أهدروا المال العام بشكل مرعب لا يقلون خطورة عن الاٍرهاب ولا يقلون خطورة عن أولائك الذين يريدون تدمير الوطن .. إن المعارك التي لابد أن نخوضها ضد الفساد يجب أن لا تقل شراسة عن معاركنا ضد الأرهاب ، كلاهما لا دين لهما وأحدهما يكمل الإخر في العدوان على الوطن والمواطن . وكلام مفيد : ( إنَّ مَنْ أَمِن العقوبة أساء الأدب ) من كبار السراق و ( القطط ) السمان التي تربت في ( بيوتاتهم ) !