بان ضياء حبيب الخيالي
كل قصة هي ابنة قلبي، لا اتحدث بالتحديد هنا عني، انها فايا .. فايا الجميلة بضفائرها الذهبية هذه المرة ..
بعيدا عن ارض التتار ولدت فايا طفلتها الاولى يقولون انها ولدت بصفين كاملين من الاسنان وان الداية استعاذت بالرب من بشاعة وجه تلك الطفلة، في مثل هذا المساء ولدت قبل عشرين سنة امها، جميلة وضيئة بعينين زرقاوين وبشرة تتارية نقية وما ان كبرت حتى صارت امنية شباب القرية، وبالتحديد امنية (دانييل) اكثرهم وسامة وشجاعة ومطاولة في محاولات اغوائها وبعد، نعم صار انها احبته هي الاخرى وارعوى كل المعجبين صاغرين فالوسيم فاز بقلب فايا اجمل بنات القرية ،
في مساء اسمر كهذا ولد الحب ومرت الايام جميلة مليئة بالالوان والاضوية والفرح ككل البدايات وحين كانت فايا تضفر جدائلها في آخر لقاء اخبرها دانييل ان الموت وحده يمكنه ان يفك اصابعهما التي شبكها الحب العميق، في تلك الليلة رجعت فايا الى منزلها وكان كافلها يجلس مستشيطا منتظرا اوبتها برفقة داية القرية وامها المتورمة العينين .
لا ادري بالتحديد ما الذي حدث خلف ذاك الباب سوى ان فايا صرخت بخوف وغضب وامتناع ثم صمت كل شيء ..
بعد خمسة ايام ودعت والدة دانييل الجسور بعينين محمرتين من البكاء ولدها الذي هاجر ليلا الى بلاد بعيدة ويقولون انه تزوج بامراة من بلاد الامازيغ في آخر الدنيا، احدى خالاته قالت بعد سنين لغسالة القرية انه سمى ابنته فايا، كتسوية لمايمر في راسه بين حين وآخر ..
اما عن فايا الجميلة فقد بقيت سجينة في بيت الكفيل لفترة قصيرة ثم تزوجت ب(ديمتري) الحطاب المصاب بعوق ولادي جعل احدى ساقيه بعرض جذع سنديانة عجوز واطفا احدى عينيه وتسبب في التواء اصابع يده المكافئة وسافرت معه لبلاد بعيدة
حين ولدت الطفلة البشعة تخيل الجميع انها ابنة ديمتري ف دانييل كان وضيئا قسيما رشيقا بقوام ممشوق كاله حرب وديمتري كان اقل حظا في الجمال منه بكثير، وحدها فايا كانت تعرف ان موركا (الطفلة )هي ابنة دانييل الجميل الجسور وهي ايضا لم تفهم لم ولدت بهذه البشاعة، وحدها ايضا كانت تبصر بعين عاشقتين وسامة ديمتري التي لا تدركها سوى القلوب الشفيفة ..
وبعد
قيل لي مرة ان اقصر طريق بين نقطتين هو الطريق المستقيم، وان الحب هو من يصنع الجمال
لا ادري لم يجب ان يذهب الانسان لأرض التتار ويلف العالم كله ليشرح كلمة من حرفين
كلمة صغيرة تركض بغزلانها نحو الشمس، كلمة تتصاعد باشجارها لتلثم القمر لا ادري
لكنه ما يحدث معي