إلى أينَّ نٓحنُ سائرون ..!؟
سالم أسماعيل
قبل فترة ليست بقصيرة وقبل ما ( سُمِيَّ بالربيع العربي ) كَتبتُ مقالاً تحت عنوان ( هل العالم مقبل على الانفلات الأمني ؟! ) وكان يومها العراق قد أدخلوه في ذلك الأنفلات الأمني وكانت تُزهق أرواح الأبرياء بالجملة والعالم كان يتفرج على جثث الأبرياء التي تناثرتها المفخخات والعبوات والأحزمة الناسفة وشارك في صنع هذا الأنفلات بعض سياسيوا كنز المال الحرام بعض أولائك ( الثوار ) السراق الذين في رقبتهم دَم أولائك الأبرياء الذين كانوا يذهبون أو يعودون من أعمالهم لكسب رزق عوائلهم من كلا الجنسين والتلاميذ والطلاب الخارجون من بيوتهم لطلب العلم والكسبة في الأسواق وسونارات الكذب والأنحطاط والفساد كانت تعمل ولليوم وبأختصار الكلُ كانوا مستهدفين ولليوم بكل وحشية والعالم يتفرج على هذا الوضع الدامي بلا ضمير إنساني والبعضُ ممن ( الحيوان ) أشرف منه بكثير كان يتلذذ من رؤية دماء العراقيين وهي تنزف في كل مكان من أرض العراق يومها شعرت إن العالم مقبل على إنفلات أمني وبأننا دخلنا عصر بلا قيم وبلا أخلاق وبدأ الفوضى وخارطة الأنفلات الأمني تكبر وتخطي في كُلِّ يوم مساحة أكبر وبدأنا نسمع كُلُّ شيء ونلاحق الأخبار ونحلل ونراقب عَلَّنا نفهم العالم الذي جنَّ دفعة واحدة ولنعلم إلى أين نٓحنُ سائرون وبعض ممن كانوا يشاهدون المشهد العراقي اليوم هُمْ في ذات المشهد من الدمار والقتل والتشريد والويلات والقائمة ستطول وتنال من النائمين تحت مكيفات الهواء وكأنَّ الأنفلات لا ينال منهم ، ثُمَّ بعد فترة كتبنا مقال آخر تحت عنوان ( الحرب العالمية الثالثة لَنْ تندلع ) وكنا نوحي بأنها أشبه ما تكون قائمة ولكنها تتوسع يوم بعد يوم لتنال من دولة بعد أخرى وبأساليب وأفكار وأسلحة وخطط اليوم وأنظروا إلى حجم الدمار ومساحته وكلاهما في توسع بمرور الزمن والبشرية تمضي إلى مصير مجهول والكوارث الحقيقية وإن بدأت ستزداد تبعاتها بعد حين ، والبعض يقول إن هذا الجحيم نعيمٌ للطرف الآخر الذي يبيع الخردة من السلاح والأسلاك الشائكه ويتطور نتيجة حماقاتنا وسوف تُغرق المنطقة بديون قاتلة واليوم في بعض أو أكثر مناطق الأنفلات المجاعة أطلت برؤيتها المتشائمة في مناطق كانت ميسورة الحال وستطل في دول السبلت والمكيفات ودوّل الأبراج وناطحات السحاب طالما غاب العقل وعميت الأبصار والبصيرة وقال السنة وقال الشيعة وقالت القبائل وقال الأقباط وقال المسلمون وقال زيد وقال عمر والحريق في كُلِّ صوب وحدب ومشهد القتل أصبح بالآلاف لا يهز ضمير البعض وهم كثر وسوف أسرد هذه القصة لبعض دول الجوار وغير الجوار وهي من قصص ( القادسية الثانية ) ! كانت توجد أمرأة حاقدة تتلذذ بمآسي نسوة الزقاق وعندما يأتي العصر تجلس بين نسوة المحلة تتعطر وتتزين وتلبس أحلى الثياب وتبدء بأرعاب النسوة وخصوصاً تلك النسوة اللواتي أبناءهنَّ في الخدمة العسكرية وأبنائها خارج الخدمة لصغر سنهم وتقول مثلاً للنسوة بأن هناك هجوم كبير في قاطع البصرة أو في قاطع بنجوين وجنودنا البواسل يصدونه بصدورهم ( عيني عليهم ) وهي إنما تُمارس الرعب يومياً ضد النسوة اللواتي أبنائهن في جبهات القتال ودارت الأيام عليها بعد طول المعركة ودخل أولادها الصغار في المعركة بعدما كبروا وأصبحت في كل يوم تموت ألف مَرَّة حين تسمع بالمعارك والعائلة أصبحت في خبر كان .. وأنتم أيها الدول ستكون مصيركم كمصيرها إذا لم تكفوا عن التفرج واللعب بالنار فهي ستطالكم كما طالت البعض وسوف لن يكون أحد منتصراً في هذه المعركة حتى أولائك الذين يصبون الزيت على النار سيكون نصرهم أجوف وسيخلقون منكم دولاً بلا حدود مثلما خلقوا في المنطقة دولاً بحدود مباحة وحكومات بلا حكم وبنظم منهارة وبسلاح منتشر في كل حدب وصوب ومجاميع ( مكاميع ) لدَّيها أسلحة فتاكة تفوق أسلحة وأمكانيات دول وأبرياء يقتلون وشعوب تهجر ونازحين والعالم يقول للآن لدينا منظمة الأمم المتحدة ؟! أَيُّ أمة هذه المتحدة ؟! وهي متحدة على ماذا ؟! الجواب عند اللاعبين الكبار أما أنتم يا صغار وقود لنار سوف تحرق الأخضر واليابس .. وأنتم يا كُلُّ سياسيوا منطقة البركان في خسارة وخذلان وعلى رأسكم ( فلان ) الذي لديه أكثر من قدم وقدمه الرئيسي مع الشر المطلق واليوم يرى نفسه من المستفيدين من الوضع وإن بانت تباشير خيبته ..إنِّي بلّغت .