بقلم فاطمة الزهراء فلا
ما يحدث في سوريا هو من عذاب الله ليذيق الظالمين بعضهم بأس بعض فكلهم ظالمون أصحاب الثورة وأتباعهم وبشار وحزبه ولكن الأبرياء من الشعب السوري الأبي العربي هم الضحية
عار علي العرب يتراقصون علي أنغام الموسيقي الراقصة لحد الهوس , أن يحدث لهم زلزال من رقص صافيناز وهزاتها العنيفة , فيهبون من أماكنهم يتراقصون معها , ولا يهزهم منظر طفل سوريا الغريق , أصابني الهم والحزن والاكتئاب وكأن ما يحدث في سوريا والذي فاق في حجم جرمه وبشاعته أهل فلسطين وبشاعة الاحتلال الاسرائيلي , هل أصبح ما نراه في سوريا أمرا طبيعيا ؟ هل صمت زلزال المشاعر فأصبحنا خونة , نصمت , ونضحك علي النكات السخيفة , يا لهول ما يحدث في سورية وجرم ما يحدث في العراق , ولك الله يا مصر وأنت تتمايلين مع زلزال صافي , كم كنت أتمني أن تخرج ملايين الشعب العربي تندد بما يحدث في سوريا , لكن للأسف نتيجة زلزال صافيناز كان رد فعلته أقوي مما حدث لطفل سوريا الحبيبة
“التفجيرات والنيران من أمامكم.. والبحر من خلفكم” جملة صغيرة لكنها تعبر عن حال الكثير من المهاجرين واللاجئين السوريين الذين قرروا خوض الصعب وركوب البحر للهروب من نيران وجحيم الحرب بالأراضى السورية والتى قضت على الأخضر واليابس.
قرأنا أمس أن السلطات الأردنية تجبر السوريين الهاربين من جحيم القتل والاغتصاب في وطنهم، اللاجئين إليه طلبا للأمن والأمان، على العودة إلى سورية .. وفي لبنان ينتشر طائفيو حزب اللات على الحدود يقتنصون السوريين الهاربين من جحيم القتل والاغتصاب ويجبرونهم على العودة إلى سورية .. وعلى حدود العراق تنتشر فرق الموت الطائفية لمحاصرة من يحاول النجاة منهم إلى شمال العراق، فيقتنصونهم ويجبرونهم على العودة إلى ساحات القتل في سورية .. والرؤية على حدود تركيا غير واضحة ..
قال تعالى في سورة التوبة: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون). لقد أصبح السوري عند إخوانه في الدين والعقيدة والخليقة أقل من المشرك. وصار شأنه عند من تربطه به صلات دين وقربى ومصاهرة أقل من شأن الكافر الذي أمرنا ديننا الحنيف بمعاملته بالرحمة العامة أي أن نطعمه إذا جاع ونطببه إذا مرض .. وصار أصحاب المواقع الأدبية يفتحونها على مصراعيها للطائفيين الشامتين بمصاب السوريين جهارا، بحجة حرية الرأي تارة وبحجة انعدام الرؤية في الثورات العربية تارة أخرى.
لكم الله أيها السوريون، ونعم المولى ونعم النصير. والخزي والعار على من يخذلكم ويعين على خذلانكم كيفما كان. ونسأل الله أن يجمد الدماء في عروق من يعينون عدوكم عليكم، ولو بكلمة واحدة، وأن يسوّد وجوههم في الدنيا والآخرة , وأن يكفر سيئات من وقف يغني زلزال لراقصة أثارت شعب ولم يغني لطفل أبكي شعوب الأرض.