آخر الأشاعات…
حسن حاتم المذكور
فرخ بريدي الألكتروني ثلاثة اشاعات, لا تختلف عن سابقاتها, الأشاعات التسقيطية تنضحها دائما مستنقعات الأعلام البعثي التي اكتسبت خبرة في فبركة النماذج الضارة, آخر الأشاعات تناولت الأساءة الى سمعة ثلاثة شخصيات هم, الدكتور محمود عثمان ـــ السيدة صفية طالب السهيل ـــ المرحوم الدكتور احمد الجلبي.
1 ـــ تعرض الدكتور محمود عثمان الى تلفيق مقابلة صحفية افتعلها صحافي بأسم مستعار, نُسب اليه مالم يقله اساءة للأخرين وهو المعروف بمصداقيته ووضوحه وموضوعيته وحياديته, وكما عرفناه من داخل السلطة التشريعية صادقاً جريئاً في مواقفه يتجنب الأساءة للأخرين او يتناول الجانب الشخصي لهم, يحترم استقلالية مواقفه وتوجهاته الوطنية والقومية وقد اصدر ايضاحاً ينفي معرفته بذلك الصحفي المستعار.
2 ـــ السيدة صفية طالب السهيل وعبر دورتين انتخابيتين كانت مثالاً للأستقلالية ووضوح الرؤية وحيادية الموقف, تهتم بما هو عام وتتجنب الشائك من الأمور الشخصية للأخرين, ثمانية اعوام من داخل السلطة التشريعية حافظت على ثوبها السياسي والأجتماعي نظيفاً من تلوث الفساد, عُرفت بنزاهتها ورصانة وجهات نظرها ونفسها الوطني في التضامن مع المكونات العراقية, مثال تضامنها مع مظلومية الكرد الفيلية عام 2006 ومظلومية المسيحيين في الموصل وسهل نينوى عام 2008, تسنمت الآن (وبجدارة) مسؤولية اول سفيرة في السلك الدبلوماسي ممثلة لجمهورية العراق في المملكة الأردنية الهاشمية, ولما لم يجدوا مفبركي الأشاعات ما يسيئون به اليها حاولوا التطاول على سمعتها الشخصية والعائلية بأفتعال بعض البذاءات الرخيصة سيئة الفبركة كأي اشاعة بعثية, في اعتقادي ان من يتطاول على سمعة امرأة دون وجهة حق كمن يصفع امه ثم يكمل فنجان قهوته.
3 ـــ المرحوم الدكتور احمد الجلبي رجل متوفي ليس بأستطاعته الدفاع عن نفسه, ومن النذالة وسؤ الأخلاق التطاول على شخص غير موجود اصلاً, عندما نستذكر المتوفي يجب الا نسيء اليه ناهيك عن ضرورة الترحم على روحه وهذا من واجب الأحياء ازاء الأموات وتلك من اولويات القيم العراقية, من حق اي كان ان يعيد تقييم سيرته السياسية والأجتماعية لكن يجب ان يكون الأمر مقروناً بالموضوعية والحيادية والأنصاف بعيداً عن النوايا المغموسة بحبر التسقيط فالأمر هنا لا يخلو من الوضاعة الثأرية.
اشاعات التسقيط تراث بعثي بغيض تلوث به من احتك تاريخه السياسي بعشرتهم او من اغتسل بالأسن من مستنقعهم او حمل رسالتهم تشهيراً وتسقيطاً كيدياً بحق الآخرين, لا غرابة في الأمر فأن فدائيي السياسة وفدائيي الثقافة هما وجهان لعملة صدام حسين, بالأمس كانوا كتبة تقارير واليوم كتبة مقالات.
ثقافة الأشاعات التسقيطية لم تعد بضاعة نافعة واحياناً تنقلب الى ضدها فيصبح مفعولها مديحاً لمن يراد الأساءة اليه, وما يؤسف له ان البعض من كتابنا الأفاضل ينزلقون في استهداف الجانب الشخصي لزملاء لهم, الأمر هنا لا يخلو من ضيق افق حد الأختناق بمن يختلفون معه, علينا ان نقتدي بالتراث الذي تركته لنا ثقافتنا الوطنية عبر تاريخها المهني في الحوار واناقة الأصغاء والتعاطي مع الأمور بقيم وطنية.
الى الأخوات والأخوة الذين يبعثون رسائلهم على بريدي الألكتروني, ان يتجنبوا ارسال اشاعات تسقيطية, بريدي الشخصي ليس مكباً لفائضهم منها.
12 / 01 / 2016