عبير حميد مناجد
قالت أنها تتعجب من أمر خالها الذي تجاوز سن الأربعين ومايزال يرفض حتى فكرة الزواج رفضا باتا وأضافت أنها تتعجب كيف لبشر لايتحرك أحساسه أمام براءة طفل غض يلفظ للتو كلماته الأولى, ويسير خطواته الأولى ويشيع جوا من البهجة والفرح يشع على كل المحيطين به , إلا هو كأنه لايراه ولا يحرك أحساسه الا قليلا بل أن أشد مايزعجه في هذا الكائن الملائكي, كثرة صراخه, وحركته وأنشغال كل من في البيت بأمره والقيام على راحته كأن لايوجد غيره… كانت متعجبة ومسغربة كيف لخالها الذي لايحمل صفة أجتماعية معروفة لمن في سنه (متزوج .. مطلق..أو أرمل ) أن لايجب ملاكها الصغير (علاوي) وكيف لايفكر بأن يلحق قطار الشباب الأخير لينجب مثله
ولها ولكل من يتحيرون من أمر من يرفع شعار( العزوبية ) نساءا ورجالا أبدي وجهة نظر خبرتها من أقرباء وأصدقاء لي يعتنقون مثل هذه الأيديولوجية التي قد تبدو غريبة على مجتمعاتنا الشرقية, وتقاليدنا التي تؤمن بقدسية الزواج والأنجاب في ظله كأول وأهم مؤسسة أجتماعية وهي المعنية وحدها بأمتداد وحفظ الأنساب ووراثة الأسم والكنية والأملاك وحماية العشيرة أو العائلة ,وتواصل الأجيال عموما
الا أن فريقا منا شق لنفسه طريقا لآخر وآثر أن يمشي عكس التيار ومع رغباته وطموحاته وأهدافه التي لايجد متسعا لتحقيقها مع الزواج رغم مايلاقونه من كلام وتعليقات جارحة, وتدخل سافر في شؤونهم الشخصية .. مع أن الفريق المناهض لشعارهم هذا يكون خائف عليهم من آخرة تملؤها الوحدة والتعاسة والوحشة وأنه لو مرض أو أعتل فلن يجد من يقوم على خدمته, أو من يقدم له شربة ماء ,او يتعكز عليه للذهاب الى الحمام . وأخشى ما يخشونه هو ان يموت وحيدا كما عاش وحيدا ودون أن يشعر برحيه أحد..
ولعل أنصار شعار العزوبية أكثر مايكونون في بلاد الأغتراب حيث الحياة المنفتحة الزاهية , والحب والغزل على مفترق الطرقات والحانات …وو
ويمضي بهم العمر وهم بعد لم يرتووا من حضارةالغرب وزهوة العشق والغرام وقد ينجبون أبناءا خارج مؤسسة الزواج ويتركونهم لأقدارهم ويمضون في حياتهم وكأنهم كانوا فصلا طارئا, أو حالة خرجت عن النص ولسنا نحاججهم أنما نحاول أن نتفهم طريقة عيشهم وألأسباب التي جعلتهم( يكفرون ..) بالزواج والأبناء والعادات والتقاليد, ويؤثرون وحدتهم وأنعزاليتهم وأن كانوا قلقين من النهاية
هم يحبون الحرية والأنطلاق في الحياة ,والزهد في حمل أي مسؤولية أو أمانة الأ مسؤولية وأمانة أنفسهم ,وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم دون أي تعطيل أو أزعاج هم ببساطة يخافون من تحمل المسؤولية, ومن هاجس الفشل , يحبون أن يواجهوا الحياة فرادى وأن حصل وأخطاءوا فسوف يتحملون أخطاهم لوحدهم ويواجهونها دون عبء أسرة وأشخاص متعلقين بهم وبمصيرهم ..برأيي أن الرجال والنساء الذين يحملون شعار العزوبية لا يستحقون ألا الأحترام والتفهم لخلفية وأسباب قرارهم هذا والذي سيتحملون تبعاته لوحدهم فعلا .. وقد تكون مشكلة للمجتمع في عدم تقبلهم والتعايش معهم ألا أن الفئة الأخرى المتماهية بين الفئتين (المتزوجون ـ والعزاب ) أن يكون أحدهم زوجا ورب أسرة , ولكنه لم يؤهل نفسيا للعب هذا الدور والنهوض بمسؤولياته كاملة فيظل في دواخله رافضا لهذه المسؤولية ومتشبثا بعزوبيته ولو في الخيال , ويعكسها على الواقع وهولاء برأيي يواجهون مشكلة أكبر.