عبير حميد مناجد
لا أعرف مغزى زيارة الحبر الأعظم بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر للبنان وأهدافها الدينية والأنسانية والسياسية مع أن سوريا كانت أولى بزيارته وسلامه الذي منحه للبنان ( أن كان لبشر أن يمنح سلاما..) على مدى ثلاثة أيام خاصة (والدم للركب) … أو على الأقل مروره بها وبكنيسة القيامة في فلسطين بعد لبنان, وهي منه على مرمى حجر حتى أنه لم يشر للاجئين السوريين والفلسطينيين ولو المسيحيين منهم بأي كلمة أو أشارة تعاطف او مؤازرة تذكر في خطابه الذي القاه قبل صعوده الطائرة بعد أنتهاء زيارته التأريخية للبنان والتي قوبلت بحفاوة ومراسم شعبية ورسمية بالغة …
نحن نحترم موقع البابا وما يعنيه للأخوة المسيحيين في العالم وفي الوطن العربي وله منا كل الحب والأحترام لمايمثله من مكانة دينية جليلة وكانسان كانت له مواقف وكلما مشجعة ووسطية ضد أزدراء الأديان والسخرية من أنبياء ألله ورسله .
الا أن أحد لاينكر الدور السياسي والأنساني الخطير الذي صار يلعبه هؤلاء كرجال دين ومشايخ ودعاة من خلال خطبهم ,وزياراتهم ,وأجتماعاتهم مع الشخصيات السياسية ,والعامة وما يضفونه عليها من شرعية, وتطبيع ,فمثلا زيارة شيخ الازهر (الأرتجالية ) للقدس وصلاته فيها رغم أمتناع مؤسسة الأزهر وكنائس الشرق من زيارته كونه مازال أرضا محتلة وأضفاءه الشرعية حسب مافسر موقفه حينها على سلطات الأحتلال الاسرائيلة ودعوة للتطبيع والرضوخ للأمر الواقع وأيضا البابا نفسه مثار حديثنا وزيارته لتركيا ذات الأغلبية المسلمة وايضا تعتبر زيارته للبنان تحت شعار “أعطنا السلام ” مثار جدل فيما أذا كان يتنبأ بحرب طائفية مقبلة يتوجسها خيفة وعليه زار لبنان بعد فترة غياب عن الساحة الدينية والسياسية وأستباقه توتر الأجواء فيها لمنحها السلام.
مع أني مازلت لا أفهم (ربما كونني من ديانة مختلفة..) لماذا يمنح بابا المسيحيين سلامه للبنان وليس لسوريا أو فلسطين أليس مسيحيوها أيضا من رعاياه وأولى بسلامه كما مسيحيوا لبنان هل لأن لبنان دولة ( محاصصة طائفية ) حيث لايعطى كرسي الرئاسة الا لمسيحي (ماروني ) على عكس سوريا ,وفلسطين ,والعراق , مثلا كون المسيحيين في هذه الدول مواطنيين كغيرهم لا يتميزون بأي صفة أو تصنيف أعلى أو أدني من غيرهم من المواطنيين ذوي الديانات الأخرى
رغم هذه التساؤلات المشروعة كلها فرحنا لزيارته وأستبشرنا بها خيرا عسى أن يعطي ويمنح ولو لبنان فقط سلامه كما وعد.
لأن عاد الدين ليلعب دورا مهما في حياة الناس في كل العالم وليس في الشرق فحسب بفعل بعد أن عملت الحكومات التي أدعت العلمانية على تنفير الناس منه وجعله العقبة الأساسية في طريق الأنتاج والتطور والأنفتاح على العالم الواسع المرفه …ألا ان السنوات الاخيرة شهدت عودة غير مسبوقة لكل الأديان وضرورة تحاورها وأندماجها مع بعضها لما تشكله وتلعبه من دور كبير في حياة الناس ونمو الشعوب الروحي والأخلاقي بعد أن فشلت كل الخطط والنظريات المادية في دحض الدين وتفنيده وتوصيفه ب (ألأفيون المخدر للشعوب) ليس ألا و أن تحل المال ,والبذخ ,والأنحلال والتحلل من كل القيم والشرائع ألسماوية وأباحة المتع وتأليه الفرد وحرياته وخصوصياته محل الرب ,والخالق , والدين, بكل مايمثله من أمان نفسي وأطمئنان والجزاء بألأحسان والخير والعدل وغيرها الكثير من صفات الربوبية والألوهية (لله) وفطرته التي فطر الناس عليها .