عبير حميد مناجد
تبحث الشعوب على مدى الدهور و الأزمان عن الرجل االقدوة البطل المغوار الجسور صاحب القيم والمواقف الشجاعة المخلص والملهم …أمريكا وجدته في اوباما حين اطلق شعاره :ـ “التغيير .. نعم نحن قادرون ” وكان يقصد على مابدا حينها ان تغير امريكا من وجهها القيبيح ومن سياستها الخارجية الجشعة الفضولية المكروهة في كل العالم .الى صورة اكثر اشراقا وحداثة وانفتاحا على العالم وخاصة الاسلامي والعربي .
ليس فقط امريكا وجدت فيه المنقذ بل والمسلمين، فبعد ويلات وحروب وكراهية لهم ممن سبقوه على عرش البيت الابيض صحيح انه تراجع عن الكثير من وعوده فيما يخص سياسة امريكا الخارجية واكتفى بما حققه منها على الساحة الداخلية من أقالة كبوة الاقتصاد والانهيبار الاقتصادي العالمي وتحقيق الضمان الطبي الذي وعد به اجيال امريكا المقبلة الا انه نكص على عقبيه فيما يخص حماسه بالقضايا العربية ومنها القضية الفلسطينية التي آثر حيالها التزام الصمت بل واكثر تطبيق المثل الاثير للرؤساء الامريكان وهو ((وهب الكريم ما لا يملك) ,,حيث يتسابقون الى وهب اسرائيل ما لذ وطاب من الاراضي الفلسطينية تارة للمزيد من المستوطنات وتارة لتهويدها وتارة وهبها كلها جملة واحدة كما فعل حيال القدس بعد ان وهبته الجاليات اليهودية في امريكا حظوة ارتداء القبعة اليهودية لساعات قام هو واهداهم القدس وليس من احد افضل من احد وهو الاكرم رئيس الاكرمين.
العرب خاصة والمسلمون عامة مازالو يبحثون عن ضالتهم الرجل القدوة او الرئيس االبطل الذي يقول فيفعل ويفعل قبل ان يقول لا في خضم الغزو على العراق واحتلاله وتهديد عروبته وقوميته ولا في حرب لبنان ولا في حرب غزة ولا في كل الثورات العربية التي قامت وبطلها الشعوب العربية بعد ان ظلت تبحث عنه عقودا دون جدوى ولا فيما يواجهه اخواننا السوريين اليوم من حرب ابادة وقصاص جزاء ما تجرؤوا وطالبوا بالحرية وجدوه اخيرا وهو يرد عن غزة العدوان ويرفضه ويوبخ اولمرت امام مراى العالم ومسمعه ويصفه بالكذاب قاتل الاطفال ,ويكسر حصار غزة ويمدها بالخبز والماء والدواء ويفقد الشهداء دفاعا عنها ورايناه وهو يأوي اطفال سوريا وذويهم ممن لاحول لهم ولاقوة في مواجهة نظم متمترس يدمر المباني والبيوت فوق ساكنيها ,ليجعل منهم عبرة لمن يعتبر ويوفر لهم الحياة الكريمة والعون حتى( يقضي الله امرا كان مفعولا ). ويحذر العراق من مغبة الأنجرار وراء من لايريدون له خيرا ولا استقرارا من الدولة الجارة اللدودة هو يفعل كل ما كنا نتمنى ان يفعله ,اي رجل او رئيس عربي شريف ففي الوقت الذي ينهض فيه العراق من كبوته لينفض غبار الحروب ويحاول النهوض مجددا ,وبيتما تلملم مصر العروبة جراحها وتنبذ عهود العبودية والعمالة والضلال ,وبينما تحاول دول الخليج ولاتملك القوة الكافية الا القول السديد وتوجيه النصح ,وبينما ينكفئ المغرب العربي على مشكلاته الداخلية وتقوقعه على نفسه . يظهر الرجل الذي كنا ننتظر والرئيس الذي كنا نحلم ان يجمعنا حوله الا انه هذه المرة ليس عربيا انه “اردوغان ” المسلم التركي .