أصبحت الدعوة الى تعليم الاطفال التحدث بالعربية الفصيحة من الامور الصعبة في هذا الزمن الذي نادى فيه المثقفون والمهتمون بالتراث بلغة بديلة تسكن الكلمات ، ولكن كانت الدعوة الى ذلك التعلم ناجحة اتت بثمار جميلة ، فقد أخبرنا الدكتور طه حسين عميد الادب العربي انه في طفولته كان يذهب الى الكتاب ، وحين اخبر الشيخ والده ان الطفل طه قد ختم القران ، قام الوالد باختبار الابن فوجد انه لم يحقظ السور الطويلة التي تبدأ بالآيات المتشابهات ، فطلب الاب بان يعود الطفل الى الكتاب ليتم الحفظ بإتقان ، وانا حرصت اسرتي على تعليمي القران الكريم قبل دخولي المدرسة وحين اخبرت المسؤولة عن الكتاب والدي انني ختمت القران ، لم يقم احد باختباري ، واقيمت لي حفلة كبيرة دعيت لها الطفلات في مثل سني ، بعد ان صحبوني الى سوق الاقمشة وطلبوا مني ان اختار القماش الذي يعحبني ـ فوقع اختياري على نوع من القماش لم يحظ باعجاب من صحبتني فخاطته لي الخياطة فستانا جميلا يرتدى بالحفلات ، والحقيقة انني لم استفد شيئا من الكتاب الذي ادخلوني اليه ، والسور القصيرة التي كنت احفظها حينذاك كانت اسرتي قد حفظتني اياها ، وعلمتني اسرتي لك الوقت القراءة والكتابة ، لهذا حين ادخلوني الى المدرسة طلبت منهم ان يقبلوني في الصف الثالث ، لأنني احسن القراءة والكتابة ، فوافقت ادارة المدرسة على ان اسجل في الصف الثاني ، وكانت مدرستي ممتازة جدا ، فكانت المعلمة الست سليمة تحرص على اختبارنا بالاملاء في العشر دقائق الاولى من كل حصة ، وبهذا اصبح الاطفال يحسنون الاملاء..
ربما لا اعرف اغلب رياض الاطفال في العراق ولكن يمكن ان اقول ان أغلبا رياض الاطفال الحكومية لا تتم فيها العناية بالأطفال ورعيتهم حسب الطرق التربوية ، فقد لا خظت ان المعلمات اللاتي يتعبن من العمل في المدارس الابتدائية يطلبن نقلهن الى رياض الاطفال ، في رياض الاطفال الخاصة والتي تهتم بتعليم الاطفال توجد مهارات كبيرة لتقديم المعلومات الى الاطفال مع اللعب ، فقد عملت في مؤسسة الامل الخاصة في الكويت وهي تتبع الراهبات العراقيات في الكويت ، كانت العناية كبيرة بالطفل في كل مراحل التعليم في رياض الاطفال والابتدائية والمتوسطة والثانوية ، وفي رياض الاطفال يتم اختيار المعلمة الشابة التي تقبل على رعاية الاطفال وتعليمهم المهارات المتنوعة وهي تركض معهم وتلعب ويتعلمون هناك الرسم والموسيقى واللغات الانجليزية والفرنسية بالإضافة الى التحدث باللغة العربية الفصيحة ـ وقد لاحظت هذا الاهتمام في مؤسسة جبران خليل جبران التي اشتغلت فيها في المغرب وهي مؤسسة تعليمة خاصة تعلم الاطفال اللغة العربية الفصحى بالاضافة الى اللغة الفرنسية والانجليزية والاهتمام بالانشطة التي تعلم الطفل وتربيه مثل الرسم والموسيقى والركض في ساحات معدة لهذا الغرض ….. واكتسب الاطفال مهارة التحدث بالعربية الفصيحة ويظل حرصهم على التحدث بالعربية الفصحى الى الكبر ، ويكتسب التلفاز اهمية كبيرة في تعليم الاطفال وتربيتهم فهو يجمع بين الصورة والصوت وقام بعدد من البرامج لتعليم الاطفال التحدث بالعربية وكانت هناك برامج ناجحة جدا اثارت اقبال الاطفال الصغار مثل البرنامج التلفزيزني الناجح الست قواعد وهناك افتح يا سمسم الذي صدر بشكل جميل جدا وكانت اللغة المستعملة فصيحة على ألسنة الحيوانات وانتشر هذا البرنامج في كل البلدان العربية وكان له دور كبير في تعليم الاطفال التحدث بالعربية الفصيحة ، كما ا ان للدكتور اللغوي المشهور مصطفى جواد برنامج اذاعي معروف وكان اسم البرنامج قل ولا تقل وقد بين فيه استعمالات الكلمة العربية ، ويحتاج الطفل العربي الى الكثير من البرامج التلفزيزنية او الاذاعية وحتى في الصحافة المقروءة والمرئية الكثير من البرامج التي تحرص على تعليم الاطفال التحدث بالعربية الفصيحة
صبيخة شبر
تعليم الاطفال التحدث بالفصحى
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا