” لا تلعب بعقارب الساعة “
يقول الشاعر الالماني فريدريش هولدرلن 1770- 1843 :
” ان وظيفة الشعر هي تحويل العالم الى كلمات , فالشعر يمتلك الواقع ، اذ يرسم الحدود التي تفصله عن فهمنا “
وهذا الواقع هو واقع الأحداث المقترنة بالزمن الذي يكشف دلالاتها وعلائقها في انواع الزمن ، ففي كل صورة زمنية تتوسع معاني الاشياء وابعادها الدلالية من خلال تغير الاساليب التعبيرية والانماط اللغوية …
عند معالجة النص الفني يجتاز الشعر بنى الزمان المتقطعة محاولةً لدمجها واستحضار زمن مختلف خارج عن النظر الزمني المحدود ليؤسس وجودًا غامضًا في الوقت ذاته … فيتحول الشعور بكليته الى صور او الى مركب من الصور الحركية للزمن …
” ان النص الاكثر دهشة الذي تكون دلالته مفتوحة العلامات والعلاقات الزمنية “
حيث يصير الشعر شبيها بالحلم عبر صور غير متصلة بدلالة محددة او وصف معين بذاته فتتكون الصورة الشعرية نتيجة الاشتباك بين المشهد المادي والمشهد المتخيل الذي يعكس ما يحدث في الفضاء الوجودي والفضاء الحلمي … اي الجمع بين الرؤية والرؤيا في مشاهد حلمية …
كان يرغب في الذهاب الى ” دلهي “
يلتقط الشاعر اللحظة المتوهجة من الزمن ويجعلها شاهدا على حضور الاشياء وغيابها من دائرة الواقع … فهو يحاول استعادة صور الزمن المتضاربة في ذاكرته
فهو لا يصف المرحلة الزمنية للموقف بقدر ما يذهب الى وصف الفعل وصورته في إطار تماهيه مع زمنه …
كان يرغب في الذهاب الى ” دلهي “
لا ليتفقد الاشياء والعوالم وابطال السينما الهنديه انذاك بل كانت شخصيه زعيمها ورمز الهند ” المهاتما غاندي ” ورؤيته ودعوته وطريقته التي تذكره بقوة العقل وتفوقها على القوة والعنف ،،
فزاره في الحلم رغم فرق التوقيت وتغير خريطة الزمان …